أعلن صندوق قطر للتنمية، انطلاق المرحلة الثانية من مشروع دعم الكهرباء في سوريا، من خلال تمويل كامل لتدفق الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى الأراضي السورية عبر تركيا، اعتبارًا من يوم السبت 2 آب/أغسطس الحالي.
وبحسب بيان صادر عن السفارة القطرية في دمشق، فإن المشروع يهدف لتحسين واقع الكهرباء في البلاد، بطاقة استيعابية تبلغ 800 ميجاواط، بناءً على توجيهات أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، في إطار التعاون بين صندوق قطر للتنمية ووزارة الطاقة السورية.
وقال المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، في منشور له عبر “إكس“، إن هذه الخطوة “فعالة نحو الإغاثة والاستقرار” في لحظة حرجة، معتبرًا أنها بادرة “جريئة” من قطر وقيادتها على الشراكة والصداقة.
و يستند المشروع إلى اتفاق وقعته الحكومة السورية منتصف تموز/يوليو الماضي مع شركة النفط الوطنية الأذرية “سوكار”، لتوريد الغاز عبر الأراضي التركية، في وقت أعلن فيه وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بيرقدار، عن اكتمال البنية التحتية اللازمة، بما في ذلك خط الغاز الرابط بين ولاية “كيليس” التركية ومدينة حلب، مؤكدًا أن ضخ الغاز سيبدأ مطلع آب ضمن شراكة ثلاثية تضم تركيا وقطر وأذربيجان.
وسيتم استقبال الغاز في محطة حلب لتوليد الكهرباء، على أن يتم توزيع الطاقة المُنتَجة على مختلف المدن والمناطق السورية، على أن يستمر الدعم لمدة عام كامل، في خطوة من شأنها أن تسهم في رفع عدد ساعات التشغيل اليومي إلى “خمس ساعات”، بما يعادل تحسنًا بنسبة “40%” لأكثر من خمسة ملايين مشترك، بحسب بيان السفارة القطرية
تلبية الحاجة على مراحل
وتعتبر هذه المرحلة هي “الثانية” من خطة الدعم لقطاع الطاقة، بعد انتهاء تنفيذ المرحلة الأولى، والتي استمرت لمدة 3 أشهر، بطاقة استيعابية بلغت 400 ميغاواط، حققت نتائج “إيجابية” أبرزها استقرار الشبكة الكهربائية في بعض المناطق الحيوية، وزيادة عدد ساعات التشغيل اليومي ساعة في مواقع صناعية وخدمية رئيسية.
ومع انطلاق هذه المرحلة، يكون مجموع ما قدّمته قطر لقطاع الكهرباء في سوريا قد تجاوز “760 مليون دولار أمريكي”، بحسب ما أعلنته السفارة القطرية في دمشق، التي أكدت أن هذا الدعم يأتي ضمن سياسة الدوحة الثابتة في “تعزيز البنية التحتية الحيوية في سوريا”، وضمان حياة كريمة وآمنة “للشعب السوري الشقيق”.
خطوة استراتيجية نحو استقرار الطاقة والاقتصاد
في منشور له عبر “إكس“، قال وزير الطاقة السوري، محمد البشير، إن الاتفاق مع شركة “سوكار” يمثل تحولًا نوعيًا في استراتيجية الطاقة السورية، مضيفًا بأنه ناقش مع الشركة سبل تعزيز التعاون في مجال الغاز الطبيعي لتأمين مستقبل الطاقة في سوريا، ووقع اتفاقًا يمهد “لاستقلالية أكبر”، ويعزز شراكات استراتيجية “تخدم الوطن والمواطن”.
ويأتي المشروع ضمن رؤية أوسع لتحسين البيئة الاقتصادية والخدمية التي تحاول الحكومة السورية انتهاجها من خلال دعم القطاعات الحيوية، وعلى رأسها الكهرباء، التي تعاني من تدهور شديد بسبب الاستهداف المتكرر للبنية التحتية خلال سنوات الحرب، ونقص التمويل، والعقوبات الاقتصادية.
