يحل الرئيس السوري أحمد الشرع غدًا الأربعاء ضيفًا على نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية، أن باريس ستؤكد في هذه الزيارة دعمها “لبناء سوريا جديدة، سوريا حرة ومستقرة وذات سيادة تحترم كل مكونات المجتمع السوري”.
وأضافت أن “هذا اللقاء يندرج في إطار التزام فرنسا التاريخي تجاه السوريين الذين يتطلعون إلى السلام والديمقراطية”، مؤكدة أن ماكرون سيكرر “مطالبه للحكومة السورية، وفي مقدمتها استقرار المنطقة، وبخاصة لبنان، وكذلك مكافحة الإرهاب”.
ووفق الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سيطلب من الرئيس الشرع خلال الزيارة الحرص على جعل مكافحة الإفلات من العقاب واقعًا ومحاكمة المسؤولين عن التجاوزات بحق المدنيين.
وتشكل هذه الزيارة أهمية بالغة على المستويين السياسي والاقتصادي، إذ أن فرنسا من أهم دول الاتحاد الأوروبي، وهي أحد الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وتعتبر زيارة الرئيس الشرع إلى فرنسا الأربعاء الأولى له أوروبيًا، بينما ستكون المحطة السابعة دوليا منذ توليه رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية عقب إسقاط نظام بشار الأسد في 8\12\2024.
6 زيارات دولية سابقة
في 2 شباط المنصرم أجرى الرئيس الشرع أول زيارة خارجية له، بعد تسلمه السلطة إلى المملكة العربية السعودية والتقى هناك مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قبل أن يتوجه إلى مكة لأداء مناسك العمرة مع زوجته لطيفة الشرع في اليوم الثاني.
وبحث الجانبان مستجدات الأحداث في سوريا والسبل الرامية لدعم أمن واستقرارها .
كما نقاشا أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وفرص تعزيزها في مختلف المجالات، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
وكانت المملكة العربية السعودية قد عبرت في أكثر من مناسبة على دعم الشعب السوري في مختلف المجالات حتى الوصول إلى تحقيق طموحاته المشروعة في الأمن والاستقرار والتعافي الاقتصادي.
وفور الانتهاء من الزيارة، توجه الشرع في 4 شباط إلى تركيا، وجهته الثانية، والتقى هناك بالرئيس رجب طيب أردوغان، حيث عبر عن حرص بلاده على وحدة سوريا، وتخلصها من الإرهاب ودعمها في مختلف المجالات، بحسب وكالة الأناضول.
وعاد الرئيس الشرع لزيارة تركيا مرة ثانية، ولكن من بوابة حضور منتدى أنطاليا الدبلوماسي “ADF2025″، الذي تنظمه أنقرة سنويًا برعاية الرئيس التركي ويحضره دول عربية وأجنبية عديدة.
أما زيارته الثالثة الدولية فكانت في 26 شباط إلى الأردن والتقى هناك العاهل الأردني، الذي أكد بدوره حرص بلاده على أمن وسلامة الأراضي السورية، ودعمه للاستقرار فيها، الذي يصب في مصلحة المملكة وجميع دول المنطقة.
وفي 4 آذار، توجه الرئيس الشرع إلى مصر العربية في زيارته الرابعة حيث حضر هناك القمة العربية الطارئة حول غزة، كممثل للجمهورية العربية السورية، لأول مرة بعد إسقاط نظام بشار الأسد.
الإمارات
أما زيارته الخامسة فكانت إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في 13 نيسان المنصرم، ولقائه مع رئيسها محمد بن زايد آل نهيان.
واعتبرت من أهم الزيارات بعد المملكة العربية السعودية لأنها جاءت في أوقات حرجة، بعد يوم من توتر كبير حدث في درعا مع فصيل أحمد العودة الذي كان مدعوما من روسيًا والإمارات قبل إسقاط الأسد، وبعد نحو شهر من أحداث الساحل.
وأكد الرئيس الإماراتي في اللقاء حرص بلاده على دعم سوريا لمواجهة تحديات المرحلة الانتقالية، وإعادة بناء سوريا بما يلبي تطلعات شعبها نحو مستقبل يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.
وقال حسبما أفادت وكالة “وام” الإماراتية إن “دولة الإمارات لن تدخر جهدًا في تقديم كل ما تستطيع من دعم إلى سوريا وشعبها الشقيق خلال الفترة المقبلة”.
أما الزيارة السادسة، فكانت إلى قطر الدولة التي كانت في طليعة مهنئي الشرع باستلام السلطة والتخلص من نظام بشار الأسد.
وكان وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد الشيباني قال في تغريدة عبر منصة إكس أثناء الذهاب إلى قطر: “نرافق اليوم فخامة الرئيس أحمد الشرع في الزيارة الرئاسية الأولى إلى الدولة التي وقفت إلى جانب السوريين منذ اليوم الأول ولم تتخلَ عنهم”.
زيارة مرتقبة وشروط مسبقة
وبالعودة إلى زيارة فرنسا، فكان الرئيس ماكرون وجه في أوائل فبراير/ شباط دعوة للرئيس الشرع لزيارة فرنسا، قبل أن يقرن هذه الدعوة في أواخر مارس/ آذار بشرط تشكيل حكومة سورية، تضم “كل مكونات المجتمع المدني” وضمان الأمن لعودة اللاجئين السوريين، ومكافحة الإرهاب.
ورجحت وكالة فرانس برس أن الشرع سيحاول تقديم صورة مطمئنة للمجتمع الدولي الذي يحضه على احترام الحريات وحماية الأقليات، بعد توليه السلطة، ثم محاولة الاستفادة من دور فرنسي لرفع العقوبات الأوروبية والدولية المفروضة على سوريا منذ زمن النظام البائد.