تحقيق استقصائي: شبكات خارجية لتغذية الطائفية والكراهية في سوريا

كشف تحقيق استقصائي أجرته قناة BBC عن شبكة من الحسابات “الخارجية” على مواقع التواصل الاجتماعي تعمل على تأجيج الطائفية ونشر خطاب الكراهية، إلى جانب ترويج معلومات مضللة حول الأوضاع في سوريا.

وتمكن التحقيق من رصد أكثر من مليوني منشور على منصة إكس منذ سقوط نظام الأسد تعمل بشكل “منهجي ومنسق ضمن حملات الكترونية استهدفت الحكومة السورية الجديدة وبعض الأقليات”.

ومن خلال تحليل أكثر من 400 ألف منشور على إكس، ارتبطت تلك المنشورات بحملات تضليل وخطاب كراهية واسع من قبل “منتقدي ومؤيدي السلطات السورية الجديدة”.

وتتبع تلك الحسابات وفقًا للتحقيق، أساليب تلاعب عن طريق تفعيل حسابات وهمية بأحرف وأرقام عشوائية وتكتيكات تستغل الانتشار الخوارزمي، مثل النشر المتزامن وإعادة نشر المحتوى القديم مع روايات ملفقة للتأثير على الرأي العام.

استغلال أحداث الساحل وجرمانا

شهدت عدة مناطق في الساحل السوري في أوائل آذار/مارس الماضي “أحداث عنف استهدفت مدنيين من الطائفة العلوية” بحسب ما نقلته BBC، بعد هجوم لفلول النظام البائد على قوات الأمن العام في المنطقة، وقد اعترفت بها السلطات السورية وأصدرت قرارًا بتشكيل لجنة تقصي للحقائق لإعداد تقرير حول المتسببين بتلك الأحداث، واستغلت الشبكة تلك الأحداث لنشر روايات مناهضة للحكومة تضمنت تقارير ملفقة جرى تداولها بشكل كبير.

ورصدت بي بي سي “سيلًا من المنشورات الطائفية على منصة إكس تحتوي على سرديات تحريضية”، بالتزامن مع أحداث العنف التي شهدتها مدينة جرمانا في ريف دمشق خلال أبريل/نيسان الماضي.

وفي حديثه لبي بي سي، وصف رسلان تراد، الباحث في مختبر أبحاث الأدلة الرقمية (DFRLab)، النقاشات على وسائل التواصل الاجتماعي حول سوريا بأنها “بيئة معقدة، ومجزّأة، وذات استقطاب شديد”، مشيرًا إلى الانقسامات العميقة القائمة على أسس طائفية وسياسية وإقليمية.

وأضاف أنه مع سقوط النظام السوري السابق، تصاعدت السرديات المتنافسة حول مستقبل البلاد، حيث يسعى المستخدمون إلى “تضخيم أجنداتهم الخاصة” على منصات التواصل، مع وجود دلائل تشير إلى حملات تضليل طائفية منسقة عديدة تخدم أجندات إيرانية وإسرائيلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist