أكد الرئيس أحمد الشرع أنه بعد بدء تصاعد الاشتباكات العنيفة التي شهدتها محافظة السويداء بين مجموعات هناك، تمكنت الدولة من تهدئة الأوضاع على الرغم من صعوبة الوضع.
وقال الشرع في كلمة له بعد إعلان وقف إطلاق النار في السويداء اليوم السبت، إن الدولة السورية تدخلت بعد أن كادت الاشتباكات تخرج عن السيطرة، إلا أن العدوان الإسرائيلي على الجنوب ومؤسسات حكومية في دمشق أعاد توتر الأحداث ودفع البلاد إلى مرحلة خطيرة تهدد استقرارها.
وأضاف الشرع أنه مع خروج الدولة من بعض المناطق بدأت مجموعات مسلحة من السويداء بشن هجمات انتقامية عنيفة ضد البدو وعائلاتهم، ما أدى إلى تهجير جماعي للسكان.
وشدد على أن المصالح الضيقة لبعض الأفراد في السويداء ساهمت في حرف البوصلة، حيث ظهرت طموحات انفصالية لدى بعض الشخصيات التي استقوت بالخارج وقادت مجموعات مسلحة مارست القتل والتنكيل بشكل متسارع.
موقف مشرف ولكن!
وأثنى الشرع على الموقف المشرف للعشائر في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن محاولات بعض المجموعات للدفاع عن نفسها بشكل فردي لا يمكن أن تكون بديلًا عن دور الدولة في إدارة شؤون البلاد وبسط الأمن.
وعبر الرئيس السوري عن تقديره الكبير للدور الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية، مشيدًا بوقوفها الى جانب سوريا في هذه الظروف الصعبة وحرصها على استقرار سوريا ودعمها لإعادة الإعمار”. كما شكر الدول العربية وتركيا لدورهم في جهود الإقليمية الرامية إلى دعم الاستقرار والتهدئة.
ولفت إلى أن محافظة السويداء ستبقى جزءا أصيلًا من الدولة السورية، وأن الطائفة الدرزية تشكل ركنا أساسيا في النسيج الوطني السوري، ولا يجوز محاكمة طائفة بأكملها بسبب تصرفات فئة قليلة لا تمثل تاريخ هذه الطائفة العريقة، مؤكدًا أن الدولة السورية ملتزمة بحماية الأقليات والطوائف كافة في البلاد وهي ماضية في محاسبة جميع المنتهكين من أي طرف كانوا.
اتفاق برعاية دولية
من جانبها، نشرت الرئاسة الروحية للموحدين الدروز في سوريا، عبر حسابها على فيسبوك اليوم، بنود اتفاق خاص بالسويداء، قالت إنها توصلت له بعد مفاوضات وبرعاية “دول ضامنة”.
وتضمنت بنود الاتفاق، انتشار حواجز للأمن العام خارج حدود السويداء بهدف منع التسلل وضبط الاشتباكات، ومنع دخول أي جهة إلى القرى الحدودية لمدة 48 ساعة، وذلك لتأمين انتشار القوى الأمنية.
وتضمنت البنود أيضا، السماح بخروج آمن ومضمون لأبناء العشائر المتبقين في السويداء، بمرافقة مؤمنة من الفصائل، وتحديد بصرى الشام وبصرى الحرير كمعابر إنسانية آمنة للحالات الطارئة، إضافة إلى دعوة المجموعات الأهلية إلى الامتناع عن الخروج خارج حدود المحافظة وتجنب أي تحركات قتالية.
كما حملت الرئاسة الروحية أي طرف يخرق الاتفاق المسؤولية الكاملة عن انهيار التفاهمات
باحثتان إسرائليتان: الهجري بدأ الاعتداء
وكانت الباحثتان كارميت فالينسي وأمال حايك من معهد دراسات الأمن الإسرائيلي اعترفتا في مقال تحليلي الأربعاء الماضي، أن ميليشيات يقودها شيخ العقل حكمت الهجري، هي من بدأت الاعتداء على الحكومة السورية عندما نصبت كمينًا لقوات الأمن السورية، الذي جاءت لفض الاشتباك بينها وبين عشائر البدو، أسفر عن مقتل قرابة 12 عنصرًا
وفي 12/ تموز الجاري بدأت شرارة الاشتباكات في السويداء، عبر اختطاف البدو لأحد الدروز، ثم خطف الدروز لعشرة أشخاص من البدو وإخراجهم بصفقة تبادل، ثم هجوم على عشائر البدو بريف المدينة، وتدخل الأمن السوري ووقوعه في كمين لميلشيات الهجري.
وبعد ذلك توسعت الاشتباكات إلى مواجهات شاملة خلفت مئات القتلى والجرحى، من جميع الأطراف.