الداخلية السورية تعلن إخلاء مدينة السويداء من مقاتلي العشائر ووقف الاشتباكات

أعلنت وزارة الداخلية السورية مساء السبت 19 تموز/يوليو، إخلاء مدينة السويداء من جميع مقاتلي العشائر، ووقف الاشتباكات داخل أحياء المدينة، بعد التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وقال المتحدث باسم الوزارة، نور الدين البابا، إن “جهودًا حثيثة بذلتها الوزارة لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار”، مضيفًا أن انتشار قوات الوزارة في المنطقة الشمالية والغربية لمحافظة السويداء أسفر عن إخلاء المدينة من كافة مقاتلي العشائر، ووقف الاشتباكات داخل الأحياء.

وأعلن مجلس القبائل والعشائر السورية إخراج جميع مقاتليه من مدينة السويداء “تنفيذًا لتوجيهات الرئاسة السورية”، في إطار الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، بحسب ما أوردته قناة “الإخبارية السورية”.

جاء ذلك بعد إعلان الرئاسة السورية عن التوصل إلى اتفاق مع الفصائل المحلية يتضمن “وقفًا شاملاً وفوريًا لإطلاق النار” في محافظة السويداء، محذّرة في بيان رسمي من أن أي خرق لهذا الاتفاق “يُعد انتهاكًا صريحًا للسيادة الوطنية”، وسيواجه ما يلزم من إجراءات قانونية وفقًا “للدستور والقوانين النافذة”.

الاتفاق وتطبيقاته الميدانية

وفي مؤتمر صحفي عقده السبت، أوضح وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، أن اتفاق وقف إطلاق النار يتضمن 3 مراحل أساسية:

المرحلة الأولى: انتشار قوات الأمن الداخلي لفض الاشتباكات في معظم مناطق الريف الشمالي والغربي للمحافظة، إلى جانب تأمين الطرق الرئيسية خارج المدن لتجنب الاحتكاك بين الأطراف.

المرحلة الثانية: افتتاح معابر إنسانية بين محافظتي درعا والسويداء، لتأمين خروج المدنيين والمصابين وكل من يرغب بمغادرة مناطق التوتر.

المرحلة الثالثة: تفعيل مؤسسات الدولة وانتشار تدريجي لعناصر الأمن الداخلي في المدينة، بعد ترسيخ حالة التهدئة، بما يضمن عودة الحياة الطبيعية وفرض سلطة القانون.

وتعد هذه المبادرة رابع اتفاق تهدئة تعلنه الحكومة السورية منذ اندلاع المواجهات في السويداء في 13 تموز/يوليو الجاري، والتي تجددت يوم الجمعة الماضي بين قوات العشائر وميلشيات تابعة لحكمت الهجري متهمة بارتكاب انتهاكات، بينها تهجير أبناء من العشائر، وسط اتهامات بخروجها عن سلطة القانون.

استجابة الإنسانية

أعلنت وزارة الصحة السورية إرسال قافلة مساعدات طبية إلى السويداء، تضم 20 سيارة إسعاف مجهزة بكوادر طبية متخصصة، وكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الإسعافية، بحسب ما أوردته وكالة “سانا”.
وأوضح وزير الصحة، مصعب العلي، أن القافلة كانت جاهزة منذ أيام، إلا أن “قصف الطيران الإسرائيلي حال دون دخولها”، حتى تم فتح ممرات آمنة بعد اتفاق وقف إطلاق النار.

من جهتها، شددت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، هند قبوات، على أهمية إيصال المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية إلى الأهالي، مؤكدة “استمرار التنسيق مع جميع الجهات المعنية لخدمة الشعب السوري”.

كما أشار محافظ السويداء، الدكتور مصطفى البكور، إلى أن النقص الحاد في المواد الغذائية والطبية خلال الفترة الماضية بدأ يُعالج مع وصول القافلة، لافتًا إلى بدء تفعيل دور مؤسسات الخدمات العامة كالكهرباء والمياه والاتصالات تدريجيًا في المحافظة.

ممرات إنسانية وإجلاء واسع للمدنيين

بالتوازي مع هذه التطورات، أعلنت الحكومة السورية افتتاح ممرين آمنين بين درعا والسويداء، في منطقتي بصرى الشام وبصر الحرير، بهدف تسهيل عبور المساعدات وإجلاء الجرحى والمدنيين.

وقال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، إن فرق الإنقاذ تمكنت من إسعاف “نحو 1747 شخصًا حتى مساء السبت”، إلى جانب إجلاء مئات العائلات إلى مراكز إيواء في درعا، مضيفًا أن فرق الطوارئ ستكون قادرة على الوصول إلى كل مناطق السويداء خلال 48 ساعة، شريطة التزام الأطراف باتفاق التهدئة.

ونوه الصالح إلى أن بعض المناطق لا تزال تشهد اضطرابات أمنية بسبب وجود مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، ما فاقم من حجم الاحتياجات الإنسانية، وأشار إلى استمرار احتجاز مدير مركز الدفاع المدني، حمزة العمارين.

ردود دولية

وفي أول تعليق دولي على التطورات، وصف المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا اتفاق وقف إطلاق النار بالسويداء بأنه “فرصة حاسمة” للخروج من دوامة العنف، وأن قرار الرئيس ترمب برفع العقوبات “شكّل خطوة مبدئية تهدف لإتاحة الفرصة للشعب السوري لتجاوز سنوات المعاناة والمآسي”.

وأضاف في منشور له عبر “إكس” أن المجتمع الدولي “رحب عمومًا بالحكومة السورية الوليدة”، مشيرًا إلى أن هذه الطموحات الهشة “باتت مهددة بسبب الأفعال الوحشية للفصائل المسلحة”، التي تقوض سلطة الدولة وتزعزع الاستقرار.

واختتم منشوره بضرورة إلقاء السلاح فورًا، ووقف الأعمال العدائية، والتخلي عن دوائر الثأر القبلي، معتبرًا أن سوريا “تقف على مفترق طرق ويجب أن تسود لغة الحوار والسلام الآن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist