رفض حكمت الهجري، شيخ عقل طائفة الدروز في سوريا، صباح اليوم الأحد، دخول وفد حكومي رسمي برفقة قافلة المساعدات الإنسانية المتجهة إلى مدينة السويداء، مطالبًا بأن يتم تسليم المساعدات عبر الهلال الأحمر فقط، دون أي حضور رسمي.
وأكد وزير الصحة السوري، الدكتور مصعب العلي، أن الوفد الحكومي الذي ضمّ وزراء الصحة والطوارئ والشؤون الاجتماعية، إلى جانب محافظ السويداء وممثلين عن جهات رسمية، عاد إلى دمشق بعد رفض دخوله، مشيرًا إلى أن الجهود انصبت على تأمين دخول المساعدات إلى المدينة دون تأخير.
وأوضح العلي أن القافلة الإنسانية وصلت إلى أطراف بلدة القر يّا بريف السويداء، وتضم 20 سيارة إسعاف مجهزة بالكامل، وفرقًا طبية متخصصة، وكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الإسعافية، مضيفًا أن الهدف من القافلة هو “الوصول إلى مستشفى السويداء الوطني لتقديم الخدمات الطبية العاجلة”، مؤكدًا أن الوزارة ملتزمة بإيصال الدعم الصحي إلى كل المناطق السورية رغم التحديات.
من جانبه، قال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، في منشور على منصة “إكس” إنه توجّه صباح اليوم الأحد إلى أطراف محافظة السويداء برفقة وفد رسمي وممثلين عن منظمات دولية، بهدف مرافقة قافلة المساعدات الإنسانية التي تنتظر منذ يومين دخول المدينة.
وأضاف الصالح بأنه “اطلعنا ميدانيًا على أوضاع الممرين الإنسانيين، وسط حالة ترقّب من فرق الإغاثة التي تقف على أهبة الاستعداد منذ 48 ساعة لتقديم خدماتها للمحاصرين”، مؤكدًا التزام الحكومة السورية بالتنسيق مع الشركاء المحليين والدوليين لضمان فتح الممرات الإنسانية، وضمان الوصول الآمن للمساعدات الطبية والإغاثية، وتيسير حركة خروج المدنيين إلى مراكز الإيواء في درعا أو غيرها.
توجّهتُ صباح اليوم الأحد 20 تموز إلى أطراف محافظة السويداء برفقة وفد رسمي يضمّ وزير الصحة، ووزيرة الشؤون الاجتماعية ومحافظ السويداء، وممثلين عن وزارة الخارجية ومحافظة درعا، بالإضافة إلى مدير الهلال الأحمر العربي السوري، وبمشاركة من منظمات دولية مثل الصحة العالمية، اليونيسف،… pic.twitter.com/uCQY49NWol
— Raed Al Saleh ( رائد الصالح ) (@RaedAlSaleh3) July 20, 2025
ودخلت قافلة المساعدات إلى مدينة السويداء تحت إشراف الهلال الأحمر العربي السوري فقط، بعد فتح الممرات الآمنة التي أُعلن عنها عقب تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مساء السبت، في حين عاد الوفد الحكومي إلى دمشق امتثالًا لطلب الهجري.
وكانت وزارة الصحة قد جهّزت القافلة قبل أيام، إلا أن قصفًا إسرائيليًا حال دون دخولها في وقت سابق، قبل أن تتمكن اليوم من الوصول إلى المدينة.
وشددت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، هند قبوات، على أهمية استمرار تقديم الدعم الطبي والغذائي والإغاثي لأهالي السويداء، مشيرة إلى أن خدمة الشعب السوري “تأتي في صلب عمل الوزارة” بالتعاون مع الجهات المعنية.
وأشار محافظ السويداء، مصطفى البكور، إلى أن المحافظة تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية، مؤكدًا أن المؤسسات الخدمية ستبدأ قريبًا بتفعيل خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات.
وتأتي هذه التطورات بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته الرئاسة السورية مساء السبت، عقب أيام من الاشتباكات العنيفة بين ميليشيات الهجري ومقاتلين من العشائر داخل السويداء، كما أعلنت وزارة الداخلية السورية عن إخلاء المدينة من كافة المقاتلين وتهدئة الأوضاع الأمنية، للسماح بفتح ممرين إنسانيين بين محافظتي السويداء ودرعا لنقل المساعدات وإجلاء المدنيين.