هزّ مقطع فيديو متداول الرأي العام، كاشفًا عن طريقة وحشية في التعامل مع جثث القتلى بمحافظة السويداء، ويُظهر التسجيل قيام مسلحين، من ميليشيا الهجري، بعمليات سحل ورمي لأربع جثث بزي عسكري مموّه يتبع لوزارة الدفاع السورية.
تُوثق اللقطات المروعة الجثث وهي تُجر على الأرض ثم تُلقى في مؤخرة الجرافة وسط صرخات تحريضية وشتائم بشعة.
يتخلل الفيديو عبارات مثل “على الزبالة! على الحرق!”، وأوصاف مهينة كـ”فطايس”، مع تشجيع على عمليات تقطيع وحرق الجثث.
وأكد حقوقيون أن هذه الأفعال لا تمثل فقط تصرفات وحشية، بل هي انتهاك صارخ ومباشر للقانون الدولي الإنساني، الذي يفرض على كافة أطراف النزاع المسلح واجب احترام جثث الموتى ويمنع منعًا باتًا امتهانها أو التمثيل بها، محذرين من أن ما أظهره الفيديو يدق ناقوس الخطر حول مدى التزام الأطراف المتحاربة بأبسط المعايير الإنسانية والقانونية في التعامل مع الضحايا.
وأثار مقطع الفيديو المتداول، موجة غضب عارمة بين الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن صدمتهم واستنكارهم لهذه الأفعال “التي لا يمكن أن تصدر عن بشر”.
العديد من التعليقات ربطت هذه الممارسات بالإجرام وتجاوز جميع الخطوط الحمراء، مشيرين إلى أن مثل هذه الأفعال لا تزيد إلا من الحقد والكراهية.
كتب الإعلامي ياسين أبو رائد على حسابه في فيس بوك: “جيش وأمن عام يتم حرق جثامينهم وإزالتها عبر التركسات على وقع الشعارات الطائفية لميليشيات الهجري ومن لف لفهم.. لا أخس ولا أنذل، بل تسابقوا مع الأسد بإجرامهم بحقنا.. تفه على هيك شركاء وطن”.
ونشر عدد كبير من النشطاء صورة تعبيرية عن الحادثة وأرفقوها بعبارة: “أنا سوري أيضًا.. قتلتني عصابات الهجري الإرهابية مع رفاقي من الجيش السوري في السويداء، ولكن لم يهتم لموتنا أحد”.
وكتب محمود الدرويش على فيس بوك: ” هؤلاء المجرمون من عصابات الهجري وفلول الأسد من يفعل ذلك بحرق الجثث وإهانة الجثة، ماذا كسب الأسد وأنصاره من هذه الأفعال إلا زادتنا حقدا عليه، فما بالكم الأن؟ أين تعتقدون هذه الأفعال ستودي بكم؟”.
يشار إلى أن هذا التسجيل ليس الأول من نوعه حيث سبق أن ظهرت صور وتسجيلات سابقة تظهر عمليات إهانة لجثث عناصر من الجيش السوري في السويداء وتعليقها بطريقة بشعة في الطرقات.