طالب مجلس الأمن الدولي جميع الأطراف الالتزام بترتيب وقف إطلاق النار في السويداء وضمان حماية السكان المدنيين، داعيًا في الوقت نفسه عدم التدخل في شؤون البلاد الداخلية من قبل أطراف خارجية، في إشارة صريحة إلى إسرائيل، التي دعمت ميليشيات الهجري ضد الحكومة السورية.
وجاء ذلك، اليوم الأحد، عبر بيان رسمي لمجلس الأمن الدولي أدان فيه أعمال العنف التي ارتكبت بحق المدنيين في السويداء وشملت عمليات قتل جماعي وفقدان الأرواح، وأدت إلى نزوح نحو 192 ألف شخص داخليًا.
ترحيب ومطالبة
ورحب المجلس بالبيان الذي أصدرته السلطات السورية وأعلنت فيه إدانة أعمال العنف واتخاذ إجراءات للتحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها.
ودعا المجلس الحكومة السورية، إلى ضمان إجراء تحقيقات موثوقة وسريعة وشفافة ونزيهة وشاملة وفقَ المعايير الدولية، مؤكدا على توفير الحماية للسوريين قاطبة، كائنًا ما كان انتماؤهم العرقي أو الديني.
إدانة التدخل الإسرائيلي
كما أدان المجلس جميع أشكال التدخل السلبي أو الهدام في عملية الانتقال السياسي والأمني والاقتصادي في سوريا، مشيرا إلى أن هذه التدخلات تقوض الجهود الرامية إلى استعادة الاستقرار في البلاد، وأهاب بجميع الدول الامتناع عن أي عمل أو تدخل قد يزيد من زعزعة استقرار البلد.
وكان مجلس الأمن يقصد بشكل خاص التدخلات الإسرائيلية، كما سيتضح في الفقرة اللاحقة وإن لم يذكرها بالاسم، وهي التي ساندت ميليشيات الهجري، بشكل مباشر ضد القوات الحكومية النظامية.
وطالب المجلس في بيانه احترام اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، (المعروف بين إسرائيل سوريا دون ذكر صريح لكلمة إسرائيل)، بما في ذلك المبادئ المتعلقة بالمنطقة الفاصلة، وكذلك ولاية قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك ودورها، وأكد الواجب الواقع على عاتق جميع الأطراف أن تتقيد بأحكامه وأن تحافظ على الهدوء وتخفف حدة مظاهر التوتر.
وحدة البلاد وانتقال سياسي
وأكد المجلس في بيانه التزامه القوي بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وأهاب بجميع الدول أن تحترم تلك المبادئ.
وجدد مجلس الأمن كما في البيانات السابقة عن سوريا، التأكيد على أهمية دور الأمم المتحدة في دعم عملية الانتقال السياسي في سوريا وفق المبادئ التي ينص عليها القرار 2254، وكرر الإعراب عن دعمه لجهود مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة في هذا الصدد.
وفي الشأن الإنساني، حث المجلس الأطراف كافة على ضمان أن تتمكن الأمم المتحدة وشركاؤها والمنظمات الإنسانية الأخرى، من إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المجتمعات المحلية المتضررة في السويداء وجميع أنحاء سوريا على نحو كامل وآمن وسريع ودون عوائق، وكفالة معاملة جميع الأشخاص معاملة إنسانية، بمن فيهم أي شخص استسلم أو جُرح أو احتُجز أو ألقى سلاحه.
وشهدت السويداء بين 13 و19 تموز الفائت، اشتباكات عنيفة بين ميليشيات الهجري وعشائر بدوية، على خلفية عمليات خطف متبادلة، تدخلت على إثرها الحكومة السورية لنشر قواتها، الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل شيخ العقل حكمت الهجري ومجموعته، ورافق ذلك قصف إسرائيلي استهدف مواقع حكومية في دمشق بحجة “حماية الدروز”.
وفي 19 تموز تم الاتفاق على وقف إطلاق النار بوساطة دولية قادتها أمريكا، على أن ينتشر الأمر الداخلي على مراحل داخل محافظة السويداء.
غير أنه ما يزال هناك بعض التوترات، مع استمرار استعصاء ميليشيات الهجري داخل المدينة، وعدم السماح لقوات الأمن بالدخول، وحتى للوزارات المدنية، سوى استثناءات بسيطة تتعلق بقوافل المساعدات الإنسانية التي يسيّرها الهلال الأحمر العربي السوري، بدعم الحكومة ومنظمات محلية ودولية.