ذا ناشيونال: الجيش السوري يخطط لعملية عسكرية في الرقة ودير الزور ضد قسد

كشفت صحيفة “ذا ناشيونال“، نقلًا عن مصادر أمنية، أن الجيش السوري يجهّز لشن عملية عسكرية واسعة بحلول تشرين الأول المقبل، تهدف إلى السيطرة على الأجزاء الخاضعة لسيطرة قسد في محافظتي الرقة ودير الزور.

وبحسب الصحيفة، فإن نحو “50 ألف مقاتل” يتم حشدهم حاليًا قرب مدينة تدمر وسط سوريا، استعدادًا للتحرك شمالًا نحو ضفتي الفرات ومواقع قسد، في وقت يعول فيه الجيش على دعم العشائر العربية التي تشكل الأغلبية في تلك المناطق.

وأكد أحد المصادر، الذي وصفته الصحيفة بأنه يشغل “موقعًا أمنيًا حساسًا”، أن أي عملية عسكرية ضد قسد لن تتم “من دون ضوء أخضر أمريكي”، مشيرًا إلى أن ضمان عدم تدخل إسرائيل يعد “عاملًا حاسمًا” خاصة بعد الضربة الجوية التي استهدفت دمشق الشهر الماضي لمنع هجوم حكومي على السويداء.

تحضيرات ميدانية

وأشارت مصادر الصحيفة إلى أن مواقع انطلاق للهجوم يتم تجهيزها في مناطق البادية الممتدة بين تدمر والرقة، وكذلك في مدينة السخنة، التي تشكل عقدة وصل بين تدمر ودير الزور.

وبحسب التقديرات، يشكل المقاتلون العرب نحو 30% من القوة الأساسية لـ”قسد”، والبالغ قوامها 70 ألف عنصر، فيما توقعت المصادر أن ينقلب آلاف المقاتلين من أبناء العشائر على “قسد” بمجرد انطلاق الهجوم، في ظل ما وصفته المصادر بـ”تراكم الخلافات والحسابات القديمة” بينهم وبين القوات الكردية.

فشل المحادثات وتصاعد التوتر

أوضح التقرير أن المحادثات التي ترعاها الولايات المتحدة بين دمشق و”قسد” لم تحقق أي تقدم، حيث تطالب الأخيرة بنظام فيدرالي يضمن بقاءها كقوة موحدة ضمن الجيش السوري، وهو ما ترفضه دمشق رفضًا قاطعًا.

وكان موقع “ميدل إيست آي“، في تموز/يوليو الماضي، قد نقل عن مصادر إقليمية أن واشنطن وأنقرة منحتا قائد “قسد” مظلوم عبدي مهلة “30 يومًا لتسريع عملية الانضمام إلى دمشق” بموجب الاتفاق الموقع في آذار/مارس الماضي، محذّرة من أن التحالف الدولي “قد لا يتمكن من حمايتهم” في حال شنت دمشق هجومًا عسكريًا.

ويرى مراقبون أن أي عملية عسكرية من هذا النوع ستبقى رهنًا بالموقف الأمريكي، في ظل رغبة واشنطن في إعادة ترتيب علاقتها مع دمشق بدفع سعودي–تركي، بينما تحاول أنقرة الدفع نحو إنهاء وجود “قسد” قرب حدودها.

ورغم أن “قسد” ما تزال تحتفظ بدعم قوي داخل بعض دوائر القرار الأمريكية، إلا أن فشلها في تقديم تنازلات ملموسة لدمشق يزيد من عزلة موقفها، بحسب مصادر تحدثت للصحيفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist