مشاع الأربعين: من ركام الألم إلى قوافل العودة

‎في نيسان/أبريل 2012، تعرّض حي مشاع الأربعين في مدينة حماة لحملة أمنية دامية شنتها قوات النظام السابق، أسفرت عن مقتل 26 مدنياً بينهم امرأة، وفقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان.

أعقب ذلك، في تشرين الأول من العام نفسه، هجوم من نوع مختلف، جرافات وآليات ثقيلة بدأت عملية تجريف ممنهجة، هدمت منازل الحي بالكامل، ودفعت بعشرات آلاف السكان إلى التهجير القسري.

‎يقول أبو أحمد، مختار الحي وأحد العائدين إليه حديثاً في حديثٍ خاص لموقع سوريا الجديدة:
‎“بعد ما شافوا إنهم ما قدروا يسيطروا على الحي، طوّقوه، وهدّوا كل شي. بيت بعد بيت، جدار بعد جدار.. ما خلّوا لا بشر ولا حجر. طلعنا من بيوتنا وذكرياتنا تحت الركام”.

‎اليوم، وبعد أكثر من عقد، بدأت قوافل العودة بالوصول إلى الحي، حاملة العائلات التي هجّرت قسراً، سواء من داخل مدينة حماة أو من مخيمات الشمال في إدلب.

هذه القافلة، الأولى من نوعها، تمثل خطوة أولى في طريق استعادة الحي لحياته، رغم ما يحتاجه من إعادة إعمار وبنية تحتية ودعم خدمي حقيقي.

تقول أم حمزة، إحدى العائدات إلى الحي “عدنا لنلقي نظرة على ما تبقى من حينا. لم نجد منزلنا، ولا حتى معالم الشارع. الحي بأكمله كان قد هدمه وتسويته بالأرض، وتهجير من تبقى من سكانه، لأنه كان يعتبر قاعدة شعبية للثوار”.

وتضيف في حديثها لموقع سوريا الجديدة: “مشهد الركام والبيوت المهدّمة كان صادماً، وكأن المكان يروي مأساته بصمتٍ موجع”.

‎وقد عادت حتى الآن نحو 12 عائلة إلى الكي، في خطوة أولى تهدف إلى إعادة الحياة إلى الحي، رغم التحديات الكبيرة على مستوى الخدمات والبنية التحتية.

وتأمل العائلات العائدة أن تتواصل جهود إعادة الإعمار وتأهيل المرافق العامة، ليتمكن الحي من النهوض من جديد، بعد سنوات من التهجير والدمار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist