الرئيس الشرع: سوريا استعادت استقرارها الإقليمي وتتجه نحو مرحلة بناء دولة القانون

أكد الرئيس أحمد الشرع أنّ سوريا تجاوزت خلال السنوات الماضية مراحل شديدة الخطورة أبرزها العزلة الكاملة، مشيرًا إلى أنّ البلاد استعادت جانبًا واسعًا من علاقاتها الإقليمية والدولية، وأصبحت تُقدَّم اليوم كنموذج للاستقرار في المنطقة.

وخلال جلسة حوارية ضمن أعمال منتدى الدوحة، أوضح الرئيس الشرع أنّ المجتمع الدولي بدأ يدرك التحوّل الذي شهدته سوريا، بعد انتقالها من كونها بؤرة أزمات إلى دولة تساهم في دعم الاستقرار الإقليمي.

وبخصوص الدور الأمريكي، لفت الشرع إلى أنّ واشنطن منخرطة في المفاوضات الجارية، وأنّ عددًا من الدول بات متوافقًا على ضرورة انسحاب إسرائيل إلى ما قبل تاريخ 8 كانون الأول.

وتحدث الشرع عن فرحة السوريين بسقوط النظام السابق، مؤكدًا أنّ ملايين المواطنين ما زالوا يخرجون إلى الشوارع تعبيرًا عن ارتياحهم لإنهاء حقبة النظام البائد. وأضاف أنّ سوريا اليوم تعيش أفضل ظروفها، رغم ما تعانيه من تحديات داخلية طبيعية تواجهها مختلف الدول، مبينًا أنّ النظام السابق خلّف انقسامات طائفية عميقة كانت تُستغل لتأجيج الصراعات، في حين تواصل إسرائيل تصدير الأزمات للتهرب من ما ترتكبه في غزة.

وأشار الرئيس الشرع إلى أنّ سوريا حققت خلال أقل من عام مجموعة واسعة من الإنجازات، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، رغم تعرضها لأكثر من ألف غارة إسرائيلية و400 عملية توغّل، مؤكدًا أنّ المسار الحالي يتجه نحو رفع العقوبات بدعم من إدارة الرئيس ترمب.

وأضاف أنّ انفتاح العالم على سوريا يأتي تقديرًا لموقعها ودورها في تعزيز الاستقرار الإقليمي، مشددًا على أنّ تاريخ البلاد قدّم نموذجاً للتعايش بين مكوّنات المجتمع.

وفي ملف التعايش، أكد الشرع أنّ جميع مكوّنات الشعب السوري شاركت في الثورة، وأنّ سوريا دولة قانون تسعى لمعالجة آثار المشكلات الطائفية التي ورثتها. كما شدد على أنّ الحكومة تعمل بعيداً عن مبدأ المحاصصة، وأن المشاركة الوطنية هي الأساس الذي يُبنى عليه المسار السياسي الجديد.

وأوضح الرئيس أنّ سوريا دولة مؤسسات تعتمد الانتخابات وفق ظروف المرحلة، وأنّ إعادة بناء الدولة والقانون يجري بخطوات متدرجة، مشيرًا إلى أنّ الانتخابات ستُجرى خلال السنوات الخمس المحدّدة في الإعلان الدستوري، وأن الحكومة اعتمدت نهج العفو والصفح خلال معركة تحرير البلاد.

وفي سياق آخر، قال الشرع إنّ معيار الإرهاب هو قتل المدنيين، وبناء على ذلك فإن النظام السابق وإسرائيل يتحمّلان المسؤولية. وأشار إلى تحرير المعتقلين دون إراقة دماء، وإلى أنّ المجتمع الدولي أعاد النظر في مفهومه لمشهد الإرهاب بعد تحرير البلاد، ما دفع الأمم المتحدة إلى رفع صفة الإرهاب عن سوريا.

واختتم الرئيس الشرع حديثه بالتأكيد على أنّ المرأة السورية تحظى بالتمكين والحقوق، وأنّ الجهود مستمرة لتعزيز مشاركتها في الحكومة والبرلمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist