كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مساعي الرئيس السوري أحمد الشرع لعقد لقاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته المرتقبة لدول الخليج. ويهدف الشرع من خلال هذا اللقاء إلى مشاركة رؤيته لإعادة إعمار سوريا، مستلهمًا نموذج “خطة مارشال” التي ساهمت في إعادة بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سوريين، أن دمشق تسعى لإعطاء الأولوية للشركات الأمريكية والغربية في مشاريع إعادة الإعمار، متجاوزة بذلك العروض المحتملة من الصين. تأتي هذه الرؤية في إطار استراتيجية أوسع لإعادة بناء اقتصاد سوريا المدمر جراء 14 عامًا من الحرب.
وقالت مسؤول حكومي لـ “وول ستريت جورنال”، إن سوريا الجديدة تطمح إلى بناء علاقة استراتيجية قوية مع الولايات المتحدة، تقوم على المصالح المشتركة والشراكة المتبادلة، وأعرب المسؤول عن أمل دمشق في أن تصبح حليفًا مهمًا ومؤثرًا لواشنطن خلال المرحلة المقبلة، في ظل التحولات السياسية التي تشهدها البلاد عقب سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول 2024.
وفي الأسبوع الماضي، سافر جوناثان باس، وهو ناشط جمهوري مؤيد لترمب ورئيس تنفيذي لشركة أرجنت للغاز الطبيعي ومقرها لويزيانا، إلى دمشق لتقديم خطة إلى الشرع لتطوير موارد الطاقة تتضمن شراكات مع شركات غربية وشركة نفط وطنية سورية جديدة مدرجة في الولايات المتحدة.
من جانبها، أوضحت مصادر من مجلس الأمن القومي الأمريكي، للصحيفة، أن سلوك السلطة المؤقتة في سوريا سيكون العامل الحاسم في تحديد طبيعة الدعم الأمريكي المستقبلي، بما في ذلك إمكانية تخفيف العقوبات. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات مشددة على نظام الأسد البائد، بهدف الضغط لوقف انتهاكات حقوق الإنسان، لكنها أصدرت في يناير 2025 ترخيصًا مؤقتًا (General License 24) لمدة 6 أشهر، يسمح ببعض المعاملات مع الحكومة السورية لتسهيل المساعدات الإنسانية.
وتشير قرارات واشنطن الأخيرة إلى سعيها لتوسيع هذه الإعفاءات، إذ منحت الحكومة الأمريكية قطر ضوءًا أخضر لتقديم منحة مالية لتغطية جزء من رواتب القطاع العام في سوريا.