سلطت وكالة سوريا الجديدة الضوء على واقع أهالي بلدة “ماير” شمالي حلب، واستطلعت آراءهم حول أبرز معوقات عودتهم إلى بلدتهم والاحتياجات الملحة والأساسية للعيش الكريم فيها.
وقال باسل كرشو أحد أبناء البلدة للوكالة: “لقد عدت إلى القرية من حوالي شهر ونصف الشهر ولكن وجدت بيتي مدمرًا بشكل كامل وغير قابل للسكن بأي حال”.
وأضاف صاحب العائلة المكونة من 22 شخصًا من أولاده وأحفاده، أنه استأجر لعائلته بيتًا في اعزاز ويأتي يوميًا للعمل في مهنة “العمار” في بلدته المدمرة، لتأمين مصروف العائلة وفي الوقت نفسه لتوفير بعض المال حتى يتسنى له إعادة إعمار منزله من جديد.
وشكا كرشو من صعوبة الحال خاصة أن لديه ولدًا معاقًا، قائلًا: فكما أن بيتي مدمر ولا يمكن السكن فيه بأي حال، إذ لا سقف ولاشبابيك ولا أبواب، كما حال البلدة كلها، فإنه لا يوجد ماء ولا كهرباء في القرية.
بدوره قال وليد خرمة إنه عاد قبل شهرين من مخيم سجو، ووجد بيته مدمرًا بشكل تام، فاضطر لبناء خيمة قرب البيت، ريثما يستطيع إعادة بنائه وتأهيله من جديد.
وأضاف لوكالة سوريا الجديدة، أنه وضع حتى الآن 5 آلاف دولار على البيت، ولايزال ينقصه شبابيك وأبواب وأجرة إعمار السقف.
في حين أكد محمد أحمد طيفور أحد أبناء البلدة أيضًا أن وضع البلدة سيء للغاية إذ أنها مهدمة تمامًا وقد سحب من البيوت كل شيء (حديد، أبواب، شبابيك) ولم يبق إلا الحجارة والقمامة التي تملأ القرية.
وأوضح أن القليل جدًا يعود إلى البلدة، وهؤلاء ممن لديهم بعض المال يستطيعون من خلاله إعادة إعمار جزء من بيوتهم، وأما الأغلبية فلايستطيعون العودة، وذلك لعدم قدرتهم على إعادة تأهيل بيوتهم المهدمة، فكلفة الإعمار عالية جدًا.
واستطرد قائلًا: إن تكلفة تنظيف القمامة والتراب من بيت مدمر لا تقل عن 300 دولار فكيف بإعادة إعماره.
“لا ماء ولا كهرباء ولا نظافة”
وأكد جميع من التقت وكالة سوريا الجديدة معهم أنه لا يوجد أي مساعدة لا من الحكومة ولا من المنظمات الإغاثية فيما يتعلق بإعادة إعمار البلدة.
وأشاروا إلى أنه لا يوجد أي مشاريع لتأمين خدمات الحياة الرئيسة للبلدة من ماء وكهرباء وتنظيف القمامة التي تملأ المكان، منوهين إلى أنه منذ التحرير وحتى الآن لا تغيير يذكر على الوضع في البلدة، ما يمنع معظم أبنائها من العودة إليها.
وتقع بلدة ماير على بعد حوالي 20 كم شمال مدينة حلب على الطريق الدولية المؤدية إلى تركيا وتتبع إداريًا لمنطقة إعزاز، وتقابل بلدتي نبل والزهراء الموالتين لنظام الأسد البائد.
وقد تعرضت البلدة إضافة للقصف وتهجير أهلها من قبل نظام الأسد البائد إلى حملات سرقة واسعة لكل ما بقي في البيوت من (شبابيك وحديد وأبواب وأثاث وغير ذلك) من قبل الميليشيات الطائفية.
وفي شباط المنصرم، خرج أهالي بلدات وقرى ماير وبيانون و حيان و معرستة و رتيان بمظاهرات على مفرق بلدة نبل تطالب بإعادة إعمار بيوتهم، التي قامت ميليشيات نبل و الزهراء، بشكل خاص بسرقة بيوتها وكل شيء فيها، بعد قصفهم وتهجيرهم من قبل نظام الأسد.