زارت مراسلة وكالة سوريا الجديدة فرع البنك التجاري السوري في مدينة حماة، لرصد واقع استلام الرواتب، وخاصة للمتقاعدين، في ظل شكاوى متزايدة من الازدحام والتأخير، والصعوبات التي يواجهها كبار السن في الحصول على مستحقاتهم المالية الشهرية.
وبحسب ما رصدته مراسلتنا، فإن بنوك حماة تشهد ازدحامًا شديدًا وضغطًا متزايدًا، نتيجة توافد المواطنين من مختلف مناطق المحافظة، بل ومن محافظات مجاورة مثل ريف حمص الشمالي والرقة وإدلب، ما يؤدي إلى طوابير طويلة أمام الصرافات والبنك نفسه.
ويقول صلاح فاخوري، أحد المتقاعدين من سكان المدينة، إن “هذه المشكلة أصبحت واضحة للجميع ولا تحتاج لشرح كبير، كبار السن، ممن خدموا الدولة لعقود، يعانون كثيرًا بسبب أعطال الصرافات وعدم قدرتهم على الانتظار لساعات طويلة، خصوصًا مع الأمراض المزمنة التي يعانون منها”.
وأشار في حديثٍ خاص لوكالة سوريا الجديدة، بضرورة التحرك لحل هذه المشكلة “بجدية”، حيث لم تعد هناك حجج “بعد التحرير، فمشكلة نقص قطع التبديل لم تعد مبررًا لتعطيل الصرافات، كما أن عدد الصرافات قليل ويجب زيادته فورًا”.
أما سلام ضبعان، وهو أيضًا من كبار السن المتقاعدين، فقد طالب بمحاسبة بعض الموظفين المتهمين بالفساد داخل المصرف، مؤكدًا بأنهم “يضطرون للانتظار لساعات، وأحيانًا لا نحصل على رواتبنا، رغم أن معظمنا تجاوز عمره الستين”، كما أكد هو الآخر على ضرورة زيادة عدد أجهزة الخدمة لتقليل الازدحام.
وفي شهادة أخرى، قال “أبو محمود”، أحد سكان إدلب لمراسلتنا إنه “يضطر أحيانًا للنوم في الشارع بسبب تأخره عن الحافلة التي تعيده لمنزله”، كما انه لا يملك أقارب في المدينة، ولا يستطيع سحب راتبه في اليوم نفسه، مشيرًا إلى أن البنك “يعمل بآلة واحدة فقط وهذا يزيد الطين بلة”.
وفي ردّه على هذه الشكاوى، قال ريمون العبدالله، مدير فرع البنك التجاري في حماة، لوكالة سوريا الجديدة، إن البنك يواجه “ضغطًا كبيرًا بسبب توافد المواطنين من عدة مناطق”، خاصة بعد عودة الرواتب التي كانت متوقفة سابقًا.
وأشار العبدلله إلى أن حركة السحب تتجاوز 400 مليون ليرة يوميًا، أي ما يزيد عن ألف عملية سحب في اليوم، موضحًا أن سقف السحب حاليًا هو مليون ليرة سورية في الأسبوع، وهو رقم اعتبره “منطقيًا نسبيًا”، نظرًا لأن معظم الرواتب لا تتجاوز 500 ألف ليرة قبل الزيادة الأخيرة. وأضاف: “بعد صرف الزيادات، سيتم حتمًا رفع سقف السحب تدريجيًا”.
وأوضح مدير البنك أن الشكوى الأبرز هي الانتظار الطويل، مؤكدًا أن الجميع يريد استلام راتبه بسرعة، وهو أمر يصعب تحقيقه في الوقت الراهن. كما أعلن عن تفعيل خدمة “طلب السحب” لمن فقدوا بطاقاتهم المصرفية، لتسهيل حصولهم على رواتبهم دون تأخير إضافي.
ورغم الوعود الحكومية التي نصت على تسهيلات مقبلة لطرق الحصول على الراتب، شكك بعض الذين التقتهم مراسلتنا بمدى مصداقية تلك الوعود، في ظل ما يعانيه واقع سوريا في الفترة الحالية.
و لم يرَ المتحدثون أي بدائل واقعية يمكن أن تسهّل هذه العملية سوى زيادة عدد الصرافات وتوزيعها في مناطق الأرياف، واستبدالها بصرافات أكثر تطورًا وسرعة، إلى جانب ضرورة القضاء على الفساد وتنظيم الدور بشكل عادل، مما يخفف الازدحام، ويسهّل على القادمين من مناطق بعيدة استغلال وقت انتظارهم لقضاء حاجاتهم الأخرى أو إتمام أعمالهم ريثما يحين دورهم.
ويحصل المتقاعدون في سوريا على تعويضهم الشهري عبر الصرافات الآلية للمصرف العقاري أو التجاري، أو من خلال الكوات المخصصة لصرف الرواتب في مراكز البريد التابعة لوزارة الاتصالات.