كشفت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أن ملفات استخباراتية حصلت عليها، تؤكد أن الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس كان معتقلًا لدى النظام البائد.
وأكد عدد من المسؤولين السوريين السابقين للإذاعة، أن تايس احتُجز داخل منشأة تابعة لجهاز أمني في دمشق.
وبحسب الوثائق التي حصلت عليها “بي بي سي”، فإن تايس احتُجز داخل منشأة أمنية في منطقة الطاحونة بدمشق، وتشير إحدى الوثائق المصنفة بـ”سري للغاية” إلى أن الصحفي الأمريكي كان محتجزًا لدى ميليشيا “قوات الدفاع الوطني” المُوالية للنظام، قبل أن يخضع للاستجواب من قِبل جهاز الاستخبارات العامة.
وتشير المعلومات إلى أن تايس تلقى علاجًا طبيًا مرتين، خلال فترة احتجازه، بسبب معاناته من مشاكل صحية، كما نُقل عن شاهد زار مكان احتجازه أنه كان يبدو حزينًا، وقد اختفت الفرحة من وجهه، على الرغم من تلقيه معاملة أفضل من السجناء السوريين الآخرين.
ونقلت الاذاعة البريطانية عن أحد مسؤولي النظام البائد أن تايس بقي محتجزًا في دمشق حتى شباط 2013، وأنه عانى خلال فترة اعتقاله من مشاكل في المعدة، وخضع للعلاج مرتين على الأقل.
محاولة هروب
وبحسب شهادات دونتها الإذاعة فإن تايس حاول الفرار من السجن عبر نافذة زنزانته، لكن أُعيد اعتقاله لاحقًا، وخضع لجولات استجواب متكررة من قِبل ضباط المخابرات.
كما أشار عضو سابق في ميليشيا ”الدفاع الوطني” على دراية وثيقة باحتجاز تايس، إلى أن “قيمة أوستن كانت مفهومة”، وأنه كان “ورقة” لدى النظام البائد يمكن لعبها في المفاوضات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.
وأوضحت بي بي سي أن مكان تايس ما يزال مجهولًا، حيث لم يعثر عليه بعد إخلاء السجون عقب سقوط النظام، كما هو حال أكثر من مئة ألف سوري اختفوا في ظل حكم النظام البائد.
تايس هو من أبرز المواطنين الأمريكيين المختطفين في سوريا، وهو جندي سابق في البحرية الأمريكية ومصور صحفي، من مواليد 1981،درس القانون في جامعة جورج تاون الأمريكية، وسافر إلى سوريا لنقل الأخبار إلى وسائل الإعلام الأمريكية، التي كان منها محطة “CBS”، و”واشنطن بوست”.
وبعد اختفائه بنحو سبعة أسابيع، ظهر في مقطع فيديو منشور على الإنترنت رجل معصوب العينين ويداه مقيدتان، وهو مجبر على تلاوة إعلان إسلامي من قبل مجموعة من الرجال المسلحين.