ألقت قوات الأمن الداخلي في محافظة حماة، اليوم الإثنين، القبض على رجل ظهر في مقطع مصور وهو يعتدي بالضرب على طفل، في واقعة أثارت موجة واسعة من الغضب والاستنكار على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال قائد شرطة محافظة حماة، العميد ملهم محمود الشنتوت، إن السلطات باشرت فور انتشار الصور على مواقع التواصل الاجتماعي بجمع المعلومات حول الحادثة، لتتمكن إحدى الدوريات من “إلقاء القبض على المدعو (م.ص) وتسليمه إلى فرع المباحث الجنائية في المحافظة” لاستكمال التحقيقات وتقديمه إلى القضاء.
وأكد الشنتوت، في منشور لقناة المحافظة على تلغرام، حرص وزارة الداخلية على حماية حقوق الطفل من كافة أشكال “العنف والإساءة”، مشددًا على أهمية تعاون المواطنين مع الجهات المختصة والإبلاغ الفوري عن أي حوادث مشابهة لضمان بيئة آمنة ومستقرة للمجتمع.
وكان ناشطون قد تداولوا مقطعًا يظهر تعرض طفل لضرب مبرّح على يد أحد أقاربه في مدينة حماة، ما أثار ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلّق محافظ حماة، عبد الرحمن السهيان، في تغريدة عبر منصة “إكس” على الحادثة، قائلًا: “نتابع باهتمام بالغ ما يتم تداوله من مقاطع فيديو تُظهر تعذيب طفل يُقال إنه في محافظة حماة”، مؤكدًا في تغريدة لاحقة إلقاء الجهات الأمنية القبض على المتورط في القضية، وضمان سلامة الطفل الذي “يخضع حالياً للرعاية الصحية اللازمة”.
بتوفيقٍ من الله، تمكّنت الجهات الأمنية من إلقاء القبض على المتورط في القضية، وضمان سلامة الطفل الذي يخضع حالياً للرعاية الصحية اللازمة.
وتواصل الجهات المختصة استكمال التحقيقات لكشف جميع ملابسات القضية، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المتورطين.— عبد الرحمن السهيان (@alsahyan992) June 8, 2025
ورافقت وكالة سوريا الجديدة نقل الطفل المعنف إلى أحد المراكز الطبية لمتابعة وضعه الصحي، حيث بدت آثار “التعذيب والحروق” على وجه ويد الطفل، كما أكدها الطفل أثناء حديثه في المشفى.
من جانبها، ثمّنت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية، هند قبوات، الجهود التي بذلتها وزارة الداخلية ومحافظة حماة في التعامل مع الحادثة، مؤكدة أن حماية الأطفال من كافة أشكال العنف “ليست واجبًا قانونيًا فقط، بل مسؤولية إنسانية وأخلاقية تقع على عاتق الجميع”.
وأضافت قبوات، في تصريح رسمي، أن الوزارة تعمل على تطوير وتفعيل آليات حماية الطفل، بالتنسيق مع الشركاء المحليين والدوليين، وتعزيز برامج التوعية والدعم النفسي والاجتماعي، مشددة على أن الأطفال “ثروة سوريا، ولن يكون لديهم مستقبل سليم ما لم نوفر لهم الأمان والاحترام والرعاية التي يستحقونها”.
وتواصل الجهات المختصة استكمال التحقيقات في القضية، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتورطين، في إطار التزام الدولة بحماية الطفولة ومحاسبة المسؤولين عن أي انتهاكات تمس أمن وسلامة الأطفال، وفقًا لتغريدة محافظ حماة.