تزامنت مع تحركات لضباط النظام البائد..”إيكاد” توثق رحلات جوية روسية لإعادة التموضع في القامشلي

قالت منصة “إيكاد” الاستقصائية، في تقرير نشرته اليوم السبت، إنها وثقت ما لا يقل عن 18 رحلة جوية روسية إلى مطار القامشلي شمال شرقي سوريا، خلال الفترة الممتدة من آذار/مارس وحتى نهاية أيار/مايو الماضي، في تحرك اعتبرته المنصة مؤشرًا على “عملية إعادة تموضع منظمة” للقوات الروسية في المنطقة، لا سيما مع غياب مؤشرات على الانسحاب.

وأوضحت المنصة أن غالبية هذه الرحلات نُفذت بطائرات شحن خفيفة من طرازي “AN-26” و”AN-72″، انطلقت جميعها من قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية، بالتزامن مع تحركات لضباط سابقين في قوات النظام البائد في المناطق الشرقية، وفي ظل نشاط جوي متزايد رُصد بالأقمار الصناعية، بعد فترة من الركود خلال شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير.

كما سجلت المنصة تحليق مقاتلة روسية من طراز “SU-35S” فوق مدينة القامشلي بتاريخ 9 آذار/مارس، وهو ما اعتبرته “تطورًا لافتًا و دليلًا إضافيًا” على تحركات غير اعتيادية في المنطقة، تزامنًا مع اختفاء طائرات من الطراز نفسه من قاعدة حميميم، ما يرجح نقلها فعليًا نحو الشرق.

نشاط جوي منتظم

ولفت التقرير إلى أن النشاط الجوي الروسي لم يكن عشوائيًا، بل تكررت الرحلات العسكرية بشكل منتظم خلال آذار/مارس ونيسان/ أبريل الماضي، ثم ارتفعت وتيرتها بشكل لافت في أيار/مايو، حيث تم توثيق أربع رحلات في الأيام الأولى من الشهر وحده.

واعتمدت “إيكاد” في توثيقها إلى جانب صور الأقمار الصناعية، على مصادر مرئية مفتوحة، من بينها مقاطع إعلامية محلية أظهرت “طائرات شحن ومروحيات هجومية روسية” من طراز “KA-52” تحلق فوق القامشلي، إضافة إلى صور نشرها “المرصد السوري” تُظهر طائرة “AN-72” داخل مطار القامشلي في 27 آذار/مارس الماضي.

وأشارت المنصة إلى أن التحركات الجوية الروسية لا تعكس انسحابًا من المنطقة، إذ لم تُرصد طائرات “IL-76” الثقيلة المخصصة لعمليات الانسحاب، ولم يتم تسجيل “تحشيد” للعتاد قرب المطار، كما حدث سابقًا عند مغادرة مواقع عسكرية في كانون الأول/ديسمبر الماضي.

وخلص التقرير إلى أن روسيا ربما تدخل مرحلة جديدة في تموضعها داخل سوريا، عبر تعزيز وجودها في شرق البلاد، لا سيما، في ظل ما وصفه التقرير، بـ”التحركات المتزامنة” لضباط من النظام البائد في تلك المناطق، ما قد يشير إلى نية موسكو استخدام واجهة محلية لاستعادة أو تعزيز نفوذها هناك.

وتهدف روسيا، بعد سقوط نظام الأسد، إلى الاحتفاظ بموطئ قدم استراتيجي لها في سوريا، حيث دفعتها التطورات الكبرى إلى إعادة النظر في تحركاتها لحماية مصالحها في المنطقة، بالإضافة لإعادة تموضع قواتها في قاعدة حميميم الجوية التي تطورت في السنوات الأخيرة، “لتصبح جسرًا جويًا نحو إفريقيا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist