أكدت رئاسة الجمهورية العربية السورية حرص الدولة على تجنيب البلاد مزيدًا من التصعيد، واستجابتها لوساطة أمريكية عربية جرت لإتاحة الفرصة أمام جهود التهدئة في محافظة السويداء.
ووفق بيان صادر عن الرئاسة قررت القيادة السورية سحب القوات العسكرية من السويداء إلى مواقعها لإتاحة الفرصة أمام جهود التهدئة، بناءً على تفاهم واضح يضمن التزام “القوات الخارجة عن القانون” بعدم اللجوء إلى الانتقام أو استخدام العنف ضد المدنيين.
وأضافت الرئاسة في بيانها أن ما جرى لاحقًا “مثَّل خرقًا واضحًا لهذه التفاهمات، حيث باشرت تلك القوات بعملية عنف مروعة، وثَّقها العالم أجمع، تضمنت ارتكاب جرائم مروعة تتنافى كليًا مع التزامات الوساطة، وتهدد بشكل مباشر السلم الأهلي وتدفع باتجاه الفوضى والانهيار الأمني.”
دعوات للتهدئة وتطبيق القانون
دعت الرئاسة السورية جميع الأطراف إلى التهدئة وضبط النفس، وشددت على ضرورة فسح المجال أمام مؤسسات الدولة لبسط سيادتها وتطبيق القانون. وأكدت التزامها الكامل بمحاسبة كل من تورط في ارتكاب الجرائم وتجاوز القانون، أيًا كانت الجهة التي ينتمي إليها.
حماية الشعب وتحذير من التدخلات الخارجية
جددت الرئاسة السورية التزامها الثابت بحماية جميع أبناء الشعب السوري، بمختلف طوائفهم ومكوناتهم. كما دعت المجتمع الدولي إلى دعم جهودها في استعادة الاستقرار وضبط السلاح المنفلت، وتطبيق سلطة القانون على كامل الأراضي السورية.
وحذرت من استمرار التدخلات الإسرائيلية السافرة في الشؤون الداخلية السورية، والتي لا تؤدي إلا إلى المزيد من الفوضى والدمار، وتزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.
واختتمت الرئاسة بيانها بالتأكيد على أن حماية سوريا ووحدتها وأمن شعبها هي مسؤولية الدولة، وأن الحكومة السورية ستواصل اتخاذ كل ما يلزم لحماية مواطنيها وصون كرامتهم، دون تهاون مع أي تهديد للسلم الأهلي أو السيادة الوطنية.
اتصالات دولية لدعم سوريا
تلقى الرئيس السوري أحمد الشرع، 3 اتصالات هاتفية من كل من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
تناولت هذه الاتصالات التطورات الأخيرة على الساحة السورية، ولا سيما الأحداث الجارية في الجنوب السوري.
رفض التدخلات الخارجية ودعم وحدة سوريا
خلال هذه الاتصالات، عبّر القادة الثلاثة عن تضامنهم الكامل ووقوفهم إلى جانب الجمهورية العربية السورية في هذه الظروف الدقيقة، مؤكدين رفضهم القاطع لأي تدخلات خارجية. وشددوا بشكل خاص على إدانتهم للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والتي اعتبروها تصعيدًا خطيرًا من شأنه تعقيد المشهد الإقليمي، ونشر الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما أكد القادة على دعمهم لوحدة سوريا وسلامة أراضيها، وأهمية بسط الدولة السورية لسيادتها الكاملة على جميع أراضيها، وتكريس الأمن والاستقرار كأولوية قصوى لصالح الشعب السوري بكافة مكوناته.
شكر وتقدير لجهود الدول الثلاث
من جانبه، أعرب الرئيس الشرع عن خالص شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية والجمهورية التركية ودولة قطر على مواقفهم الأخوية الداعمة، ومساندتهم لسوريا في مواجهة التحديات الراهنة.