ضمن خطة لتعزيز البنية التحتية.. الشركة العامة لكهرباء حلب تعيد تأهيل مراكز تحويل كهربائية في الريف

تشهد محافظة حلب في الفترة الأخيرة تكثيفًا في الجهود الحكومية والمحلية لإعادة تأهيل قطاع الكهرباء، وسط واقع خدمي هش وبنية تحتية متهالكة، خاصة في الريف والمناطق الشرقية من المدينة التي عانت دمارًا واسعًا خلال السنوات الماضية.

وقال مراسل “وكالة سوريا الجديدة” إن الشركة العامة لكهرباء محافظة حلب تواصل أعمال إعادة تأهيل ثمانية مراكز تحويل هوائية في منطقة سمعان بالريف الغربي، ضمن خطة لتحسين استقرار الشبكة الكهربائية.

وأضاف مراسلنا بأن أعمال التأهيل تشمل مدّ شبكات هوائية وتحضير المواقع لتركيب المحولات، في خطوة لتحسين تغذية عدد من القرى في الريفين الجنوبي والغربي، وتقليل فترات التقنين والانقطاع.

واقع كهربائي هش واحتياجات ضخمة

وصف محافظ حلب، عزام غريب، أزمة الكهرباء في المحافظة بأنها من “أبرز التحديات”، مشيرًا إلى أن نحو 50% من شبكة الكهرباء في المنطقة الشرقية غير صالحة للاستخدام.

وأوضح، في تصريحات سابقة، أن الأضرار التي لحقت بقطاع الكهرباء في عموم سوريا، وخاصة في حلب، تُقدّر بأكثر من “40 مليار دولار”، ما يجعل إعادة بناء البنية التحتية عملية معقدة وطويلة الأمد.

وأضاف غريب أن المحافظة تعمل على مضاعفة التغذية الكهربائية في المنطقة الصناعية من 8 ساعات إلى 16 ساعة يوميًا خلال الأشهر القادمة، في محاولة لإنعاش القطاع الإنتاجي.

صعوبات لوجستية وبشرية

من جانبه، أقرّ مدير عام شركة كهرباء حلب، محمود الأحمد، بصعوبة الوضع الراهن، مشيرًا إلى أن عدد العاملين في الشركة انخفض من نحو 6000 موظف إلى أقل من 1500 فقط، وهو ما يعيق عمليات الصيانة والتأهيل الشامل.

وقال الأحمد إن الشركة “وضعت خطة طوارئ لتحسين واقع التغذية الكهربائية”، بالتوازي مع إعداد خطط استراتيجية للعام الحالي، “تهدف للنهوض بالبنية الكهربائية”.

ونوّه إلى أن أكثر من 70% من الأحياء الشرقية للمدينة تشكو من بنية تحتية منهارة، ما يصعّب مهمة الإصلاح، خاصة في ظل نقص قطع الغيار والتمويل.

مشاريع استثمارية جديدة في ريف حلب

وفي محاولة لسدّ الفجوات، وقّعت الشركة العامة للكهرباء في حلب، نهاية أيار/مايو الماضي، عقدًا استثماريًا مع “الشركة السورية – التركية للطاقة الكهربائية (STE)” من نوع ROT (إعادة تأهيل، تشغيل، ثم نقل ملكية).

وبحسب مدير الشركة، فإن هذا المشروع يستهدف تأهيل شبكة الكهرباء في ريف حلب الشمالي، لا سيما في مناطق تل رفعت، نبل، حريتان، ومعهد الكهرباء.

وينص العقد على إيصال التيار الكهربائي إلى المدن الرئيسية خلال 6 أشهر من تاريخ توقيع العقد، على أن تُغطّى كامل المناطق خلال عامين. كما تتولى الشركة الخاصة تشغيل وإدارة الشبكة لمدة 6 سنوات قبل إعادة ملكيتها إلى الدولة السورية.

وأعلنت الشركة العامة للكهرباء، أنها تسلمت إدارة ومتابعة العقود الموقعة مع شركات الكهرباء في ريف حلب الشمالي من المجالس المحلية في المنطقة، أبرزها شركتي “STE electric” و”AK Energe”، على أن تبدأ الشركة إصدار تسعيرات جديدة للكهرباء بداية كل شهر.

تعاون إقليمي يعيد الأمل

وفي خطوة لافتة، أعلن وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بيرقدار، عن اكتمال مشروع ربط خط الغاز بين ولاية كيليس التركية ومحافظة حلب، موضحًا أن الاختبارات جارية تمهيدًا للبدء بتصدير الغاز الطبيعي إلى سوريا اعتبارًا من السبت 2 آب المقبل.

وأكد بيرقدار، في تصريحات سابقة، أن الغاز سيُستخدم في توليد الكهرباء داخل سوريا، بطاقة تقدر بـ1200 إلى 1300 ميغاواط، ما يُعدّ دفعة قوية لقطاع الطاقة، خاصة وأنّ القدرة الحالية للتوليد في سوريا لا تتجاوز 1300 ميغاواط، مقارنة بـ9000 ميغاواط قبل عام 2011.

كما كشف الوزير التركي أن المشروع يأتي ضمن اتفاق شامل مع الحكومة السورية يتضمن أيضًا استكمال ربط خط كهرباء بجهد 400 ك.ف.أ، لتعزيز البنية التحتية للطاقة، في ظل خطط طموحة لتصدير نحو مليارَي متر مكعب من الغاز إلى سوريا سنويًا.

استثمارات دولية لتعزيز الإنتاج

في موازاة ذلك، وقّعت وزارة الطاقة السورية مذكرة تفاهم مع مجموعة “UCC Concession Investments” القطرية، إلى جانب شركات تركية وأمريكية، لتنفيذ مشاريع طاقة بقيمة 7 مليارات دولار، تهدف إلى توليد 5000 ميغاواط، منها 4000 عبر محطات غازية و1000 عبر محطة طاقة شمسية في جنوب البلاد.

وقال وزير الطاقة السوري، محمد البشير، إن هذه المشاريع “ستسهم في زيادة ساعات التغذية وتحسين الاستقرار الكهربائي في عموم المحافظات”، وخاصة المناطق التي تضررت بشدة خلال الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist