في ظل غياب الشروط الأمنية.. تقرير إسرائيلي: الانسحاب من سوريا ولبنان “غير ممكن”

أكد مركز “ألما” الإسرائيلي للأبحاث، في تقرير نشره المركز، أمس الخميس، أن الاحتياجات الأمنية لإسرائيل على حدودها الشمالية “لا تسمح بانسحاب عسكري من جنوبي سوريا ولبنان في الوقت الحالي”.

ووصف المركز الوجود العسكري الإسرائيلي في هذه المناطق بأنه “موقف أمني استراتيجي طويل الأمد”، وليس مجرد ورقة تفاوضية مؤقتة، مضيفًا أن هذا الوجود العسكري “يعكس واقعًا ميدانيًا ودبلوماسيًا معقدًا”، في ظل ما وصفه التقرير “بغياب أي شروط واقعية تتيح انسحابًا آمنًا ومستدامًا من الجبهتين السورية واللبنانية”.

واعتبر تقرير المركز أن الحكومة الجديدة، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، تسعى إلى إعادة فرض سيادة الدولة المركزية على كامل الأراضي السورية، وهو ما يتعارض، بحسب المركز، مع مطلب إسرائيل بإقامة “منطقة عازلة موسعة ومنزوعة السلاح” جنوب البلاد، تمتد إلى ما بعد العاصمة دمشق.

وأشار التقرير إلى أن هذه المطالب تعززت عقب اندماج “الجيش السوري الجديد” مع فصائل مسلحة تضم “مقاتلين جهاديين سابقين”، اتهمهم التقرير بارتكاب انتهاكات بحق مدنيين في الساحل السوري ومحافظة السويداء، خلال آذار/مارس، وتموز/يوليو الماضيين.

وأضاف أن إسرائيل تمركزت في “9 مواقع داخل الأراضي السورية”، تقع ضمن خط فصل القوات لعام 1974، معتبرًا أن هذا التمركز يعكس “سياسة دفاعية دائمة فرضها واقع غير قابل للحل دبلوماسيًا”.

أما في لبنان، فقد شدد التقرير على أن إسرائيل تعتبر نزع سلاح “حزب الله” شرطًا أساسيًا لأي انسحاب من جنوبي البلاد، وهو ما لا تراه ممكنًا في ظل “الهوية الأيديولوجية المسلحة” للحزب، بحسب التقرير.

كما اعتبر أن الجيش اللبناني “غير قادر على تفكيك قدرات الحزب العسكرية بشكل جذري”، مشيرًا إلى أن تقليص تلك القدرات تحقق بالدرجة الأولى عبر الحملة العسكرية الإسرائيلية في العام الماضي، والتي تضمنت عمليات ميدانية واغتيالات وهجمات جوية استهدفت البنية التحتية للحزب.

وأوضح التقرير أن إسرائيل واصلت استهداف مواقع الحزب بعد اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، عبر ضربات جوية وعمليات توغل برية محدودة، “منعًا لإعادة بناء ترسانته العسكرية”، التي وصفها التقرير بأنها تمثل “قيمة استراتيجية” بالنسبة لإيران.

وكان الرئيس السوري أحمد الشرع، قد صرح عقب التوغل الإسرائيلي في جنوبي سوريا في كانون الأول/ديسمبر الماضي، أن “حجج إسرائيل للتدخل انتهت”، مشيرًا إلى أنه لا يعتزم خوض صراع مسلح مع إسرائيل، لكنه طالب بإنهاء الوجود الأجنبي في سوريا، بما في ذلك الإيراني.

من جانبه، رد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، هرتسي هاليفي، بأن إسرائيل لا تسعى للتدخل في الشأن السوري، لكنها ستركز على تأمين حدودها من “التهديدات المتطرفة”، بحسب ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

واختتم المركز تقريره بالتأكيد على أن “العقيدة الأمنية الجديدة” لإسرائيل ترفض نهج الاحتواء أو التسويات المرحلية، وتضع أولوية قصوى لإزالة قدرات الأطراف التي تعتبرها “تهديدًا”، مستشهدًا بما وصفه بـ”الدرس المباشر من هجوم حماس” في 7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist