أصدرت محافظة دمشق بيانًا توضيحيًا بشأن مشروع تأهيل البنية التحتية في عدد من الشوارع الحيوية ضمن أحياء المدينة القديمة، وذلك بعد موجة انتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي طالت أعمال الحفر والترميم الجارية في حي باب توما التاريخي.
وقال مدير مديرية دمشق القديمة، محمد مأمون حجيراتي، إن المشروع جاء نتيجة “شكاوى متكررة من الأهالي حول سوء البنية التحتية”، بالإضافة لأهمية الطريق الذي يربط بين باب توما وباب شرقي مرورًا بالقشلة والكنيسة المريمية، مضيفًا أنه كان من الضروري “وضع خطة شاملة لإعادة تأهيله”.
وأكد حجيراتي أن الأعمال “لا تقتصر فقط على شبكات المياه والصرف الصحي”، بل تشمل أيضًا شبكات الكهرباء والهاتف، إضافة إلى إخفاء خطوط الكهرباء المعلقة على الجدران عبر مدّها تحت الأرض، لما تسببه من “تشوه بصري لا يليق بمكان له هذا الإرث التاريخي”.
أضرار قديمة تؤثر على البنية التحتية
وأشارت المحافظة إلى أن شوارع باب توما، القشلة، طريق باب شرقي، ومحيط الكنيسة المريمية تعاني من هبوطات أرضية ملحوظة، ناتجة عن انهيار شبكات المياه والصرف الصحي القديمة، ما تسبب بتصدعات في بعض الأبنية وأضرار في شبكة الخدمات.
وأكد المسؤول عن المدينة القديمة أن مدة تنفيذ المشروع “لا تتجاوز 45 يومًا”، مع الالتزام بالمعايير الفنية والتقنية المطلوبة، وبإشراف جهات حكومية مختصة، وبالتنسيق مع دائرة الآثار في دمشق القديمة.
وأوضح المهندس رافع الزعبي، المشرف على تنفيذ المشروع، في تصريح نشرته المحافظة، أن الفرق الفنية تعمل حتى ساعات متأخرة يوميًا لإنجاز المشروع ضمن الفترة الزمنية المحددة، مضيفًا أن أعمال تمديد الكابلات الكهربائية وخطوط الهاتف تحت الأرض قد بدأت، إلى جانب صيانة خطوط المياه “الحلوة والمالحة”.
إعادة تركيب أحجار الشارع وفوهات للإطفاء
أكد الزعبي أنه سيتم إعادة تركيب حجر “اللبون” المستخدم سابقًا بعد “تنظيفه وتهذيبه”، دون إلحاق الضرر به، بما يضمن الحفاظ على هوية الشوارع التاريخية.
كما أشار أحد عناصر الدفاع المدني المشاركين في الإشراف على المشروع إلى أنه سيتم تركيب فوهات إطفاء جديدة على الطرق، خصوصًا في الشوارع الضيقة، بهدف تسهيل عمليات الإطفاء مستقبلاً في المناطق التي يصعب وصول سيارات الإطفاء إليها.
ولفتت محافظة دمشق إلى أنها نفّذت في السابق، بالتعاون مع منظمة اليونسكو، عدة مشاريع لترميم الطرق والأزقة في المدينة القديمة، مع تحديث شبكات الخدمات الأساسية بأسلوب يحافظ على الطابع المعماري والتاريخي، مؤكدة التزامها المستمر بصون نسيج المدينة وضمان استمرارية الحياة فيها بما يليق بتاريخها العريق.
وتداول ناشطون في الأيام الماضية مقاطع وصورًا من موقع المشروع، زاعمين أن الحجارة التي أُزيلت أثناء أعمال الترميم “تعود لأكثر من ألفي عام”، فيما تحدثت بعض المنشورات عن نية نقل هذه الحجارة إلى خارج دمشق، وتحديدًا إلى محافظة إدلب، في اتهامات لم تُقدم بشأنها أدلة واضحة.