تعتبر مدينة القصير، إحدى أكبر مناطق ريف حمص، وتُعرف بكونها سلة الغذاء لعدد من المدن السورية، بفضل أراضيها الزراعية الشاسعة التي كانت تنتج محاصيل وفيرة مثل المشمش والتفاح والقمح والشعير. ولكن اليوم، وبعد عودة أهلها، لم يجدوا سوى الدمار والإهمال، فتحولت مواسمهم الخيرة إلى “خيبة أمل”.
مأساة العودة والواقع المؤلم
وتقول مراسلة سوريا الجديدة إن مزراعي القصير، الذين عادوا إلى قراهم بعد سنوات من الحرب، يواجهون واقعًا مريرًا حيث دُمرت ممتلكاتهم وأراضيهم الزراعية التي تقدر قيمتها بمليارات الليرات.
المزارع مصطفى مخيبر، وهو أحد الفلاحين المتضررين قال: “خسارتي بالمليارات. قبل الحرب، كان لدي أكثر من 1340 شجرة، ومعدات كاملة. اليوم، وجدت الأشجار مقصوصة، وغرفتي مهدمة، والمعدات مسروقة”.
غياب الدعم الرسمي
لا تقتصر المأساة على الدمار المادي فحسب، بل تمتد إلى غياب الدعم الحكومي للمزارعين. يضيف العم مصطفى: “حاولت زراعة الذرة لأنها الأرخص، لكن لا يوجد مازوت ولا سماد ولا مواد أولية، ولا حتى جمعية فلاحية تطالب بحقوقنا. الخسارة كبيرة، ليست لي فقط، بل للبلد كلها.”
هذا الإهمال يهدد بحدوث نقص كبير في الإنتاج الزراعي وارتفاع جنوني في الأسعار، مما يترك الفلاحين أمام سؤال واحد: ماذا يفعلون الآن؟
مستقبل مجهول
مع استمرار تجاهل القطاع الزراعي في القصير بريف حمص، يصبح السؤال حول مستقبل مواسم سوريا بأكملها أكثر إلحاحًا، فإذا استمر هذا الوضع المأساوي يواجه قطاع الزراعة ستصبح خيبة الأمل هي الحصاد الوحيد، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من الفقر والبطالة والتدهور الاقتصادي.