توغل الاحتلال الإسرائيلي، من جديد، داخل محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، بينما أعلن المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس باراك أن المباحثات بين الحكومة السورية وإسرائيل من أجل اتفاق تهدئة لم تفشل بعد.
وقالت وكالة سانا، اليوم الأحد، إن قوة جيش الاحتلال الإسرائيلي توغل عبر قوة مؤلفة من 16 آلية عسكرية داخل بلدة صيدا في ريف القنيطرة الجنوبي، وقام بعمليات مداهمة وتفتيش لمنازل المدنيين ثم انسحب من البلدة بعد فترة قصيرة.
وأضافت أن طيران الاحتلال حلق في أجواء الريف الشمالي بمحافظة القنيطرة، وخاصة فوق مزارع الأمل ونبع الفوار وعين النورية والكوم وكوم محيرس.
من جهتها أكدت الإخبارية السورية أن جنود الاحتلال أجروا استبيانات في عدد من الأحياء التي توغلوا فيها بذريعة تقديم مساعدات للأهالي، غير أن السكان رفضوا المساعدات، مستنكرين الوجود الإسرائيلي في قريتهم.
باراك: المباحثات لم تفشل
ويأتي هذا التوغل الجديد، بعد تقرير نشرته وكالة رويترز الجمعة 26 أيلول الجاري، أفاد بتوقف المباحثات بين الجانبين الإسرائيلي والسوري، من أجل توقيع اتفاق تهدئة، غير أن المبعوث الأمريكي باراك نفى ذلك، مؤكدا أن المباحثات ما تزال مستمرة ولم تنهَر في اللحظات الأخيرة كما أُشيع.
وقال في تصريح لقناة الجزيرة: “ليس صحيحًا أن اتفاق سوريا الأمني مع إسرائيل فشل في اللحظات الأخيرة”، مشيرًا إلى أن سوريا تقع في “محيط مهم وعليها إيجاد موطئ قدم وسط جيرانها”.
وكانت رويترز زعمت أن المباحثات بين إسرائيل وسوريا تعثرت بسبب عدم موافقة الحكومة السورية على فتح ممر إنساني من الجولان المحتل إلى مدينة السويداء التي تسيطر عليها ميليشيات الهجري وتطالب بإقليم ذاتي منفصل عن دمشق.
ولم تعلّق الحكومة السورية على ما جاء في تقرير رويترز، غير أن الرئيس السوري أحمد الشرع كان قد قال في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الخميس 25 أيلول الجاري، إن سوريا تستخدم الحوار والدبلوماسية لتجاوز الأزمات مع إسرائيل، متعهدًا بالالتزام باتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
ومنذ سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول 2024، تنتهك إسرائيل سيادة سوريا بالقصف وتوسيع رقعة احتلالها لأراضٍ في الجنوب، حيث استغلت الوضع الجديد واحتلت المنطقة العازلة، معلنة من طرف واحد، انهيار اتفاقية فض الاشتباك عام 1974.
