كلمة تاريخية للرئيس أحمد الشرع في الأمم المتحدة

أعاد الرئيس السوري أحمد الشرع رواية الحكاية السورية من جديد، بعدما حاول نظام الأسد البائد تشويهها على مدار 14 عامًا الماضية، وذلك في كلمة تاريخية له، القاها اليوم الأربعاء، أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك.

وكان الرئيس الشرع وصل إلى نيويورك الأحد 21 من أيلول، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80.

كلمة تاريخية

ويعد خطاب الشرع كلمة تاريخية، لأنه أول رئيس سوري يشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة،  منذ حوالي 58 عامًا ، حين شارك الرئيس السابق نور الدين الأتاسي عام 1967، كما أن كلمته تأتي أول مرة بعد سقوط نظام الأسد (الأب والابن) الذي استمر لـ54 عامًا في حكم البلاد، باسم حزب البعث.

وقال الرئيس الشرع : “إن الحكاية السورية حكاية تهيج فيها المشاعر ويختلط فيها الألم بالأمل، الحكاية السورية حكاية صراع بين الخير والشر، وبين الحق الضعيف الذي ليس له ناصر إلا الله، والباطل القوي الذي يملك كل أدوات القتل والتدمير، حكايتنا عبرة من عبر التاريخ وتمثيل حقيقي للمعاني الإنسانية النبيلة”.

وأضاف: “لقد جئتكم من دمشق عاصمة التاريخ ومهد الحضارات، تلك البلاد الجميلة التي علّمت الدنيا معنى الحضارة وقيمة الإنسان والتعايش السلمي، لتصبح منارة يقتدي بها العالم، غير أن سوريا منذ 60 عامًا وقعت تحت وطأة نظام ظالم غاشم يجهل قيمة الأرض التي حكمها ويقهر الشعب الودود المسالم”.

وتابع الرئيس الشرع: “لقد صبر شعبنا لسنين طويلة على الظلم والقهر والحرمان ثم ثار مناديًا بحريته وكرامته، فقوبل بالقتل والتنكيل والحرق والاغتصاب والتهجير”.

وأوضح الشرع بالأرقام الجريمة الكبرى التي ارتكبها نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري حيث قال: “النظام السابق مزق بلادنا، واستقدم قوات أجنبية وعصابات وميليشيات من أصقاع الأرض، وقتل نحو مليون إنسان وعذب مئات الآلاف وهجّر نحو 14 مليون إنسان وهدّم ما يقرب من مليوني منزل فوق رؤوس ساكنيها”.

وليس هذا فحسب، “لقد استُهدف الشعب الضعيف بالأسلحة الكيميائية بأكثر من 200 هجوم موثق، نعم لقد استنشق نساؤنا وأطفالنا وشبابنا الغازات السامة، لقد فعل النظام كل ذلك ليسكت صوت الحق، ومع كل هذا الإجرام أنهى أي لغة سياسية للحل رغم ما كان يعرض عليه”.

تعهُد بالمحاسبة

وأوضح الشرع أنه رغم كل ذلك انتصر السوريون في المعركة منهيين 60 عامًا من عمر المنظومة الإجرامية، ومغلبين العفو والتسامح ورافعين شعار “نصر لا ثأر فيه”.

ولكن الإنجاز السوري الفريد – كما قال الرئيس الشرع- دفع بأطراف لمحاولة إثارة النعرات الطائفية والاقتتالات البينية، سعياً لمشاريع التقسيم وتمزيق البلاد من جديد.

وأكد الرئيس أن الدولة السورية عملت على تشكيل لجان لتقصي الحقائق، ومنحت الأمم المتحدة الإذن بالتقصي كذلك، وخلصت إلى نتائج متماثلة في شفافية غير معهودة في سوريا.

وأضاف قائلًا: “إنني أتعهد بتقديم كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء إلى العدالة”.

الاعتداءات الإسرائيلية

وفيما يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية، قال الرئيس الشرع : “إن التهديدات الإسرائيلية ضد بلادنا لم تهدأ منذ إسقاط النظام”، مضيفًا أن السياسات الإسرائيلية تعمل بشكل يخالف الموقف الدولي الداعم لسوريا ولشعبها في محاولة لاستغلال المرحلة الانتقالية، ما يعرض المنطقة للدخول في دوامة صراعات جديدة لا يعلم أحد أين تنتهي.

وبيّن أن سوريا تستخدم الحوار والدبلوماسية لتجاوز هذه الأزمة، وتتعهد بالتزامها باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، وتدعو المجتمع الدولي للوقوف إلى جانبها لمواجهة هذه المخاطر واحترام سيادة ووحدة الأراضي السورية.

استراتيجية سوريا بعد إسقاط النظام

وكشف الرئيس الشرع في خطابه أمام الجمعية عن استراتيجية الدولة السورية بعد إسقاط نظام الأسد.

وقال: “إننا وضعنا منذ لحظة سقوط النظام سياسة واضحة الأهداف تقوم على عدة ركائز، الدبلوماسية المتوازنة والاستقرار الأمني والتنمية الاقتصادية”.

وأضاف أن “سوريا اليوم تعيد بناء نفسها من خلال التأسيس لدولة جديدة عبر بناء المؤسسات والقوانين الناظمة التي تكفل حقوق الجميع دون استثناء”.

وتوجه الرئيس الشرع في ختام كلمته بالشكر والعرفان إلى كل من وقف مع قضية الشعب السوري، وأعانه في مأساته، واستقبله في بلده وفرح بانتصاره.

وخص بذلك تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية، وجميع الدول العربية والإسلامية، وكذلك، الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist