طالب الرئيس السوري أحمد الشرع من نيويورك، إسرائيل بالانسحاب من الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن المخاوف الأمنية يمكن معالجتها بالمباحثات، وأن التفاوض معها سيكون على عدة مراحل.
وجاء ذلك، اليوم الإثنين، خلال حوار أجراه الرئيس الشرع من نيويورك، مع الجنرال الأمريكي المتقاعد، ديفيد بيتريوس، مدير وكالة السي آي إيه السابق، وذلك ضمن فعاليات قمة كونكورديا على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وقال الشرع” إن على إسرائيل الانسحاب من الأراضي السورية ويمكن معالجة المخاوف الأمنية بالمباحثات، ولكن السؤال هل لدى إسرائيل مخاوف أمنية أم أطماع توسعية؟!.
وأضاف أن إسرائيل قامت باعتداءات كثيرة على سوريا ولا زالت تحتل الجولان وتتوغل في الأراضي السورية، لكن سوريا تسعى لتجنب الحرب، لأنها في مرحلة بناء.
وتابع الرئيس الشرع: نركز على التنمية الاقتصادية في سوريا، وأمامنا مهمة كبيرة لبناء الاقتصاد، ولدينا الكوادر القادرة على القيام بذلك، ولكن نحتاج فقط إلى رفع العقوبات.
وأوضح أن سوريا اتخذت سياسة بأن تكون لديها علاقات هادئة مع جميع الدول، وألا تكون مصدر تهديد لأي أحد، ولفت إلى “أننا نتجه إلى التهدئة مع إسرائيل، ولدينا مراحل في التفاوض مع إسرائيل، إذ تتمثل المرحلة الأولى في الاتفاق الأمني الذي يعيد إسرائيل إلى اتفاقية 1974.
وبيّن أنه في حال كان هناك التزام من قبل إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه فربما تتطور المفاوضات، إلى بحث مصير الجولان المحتل، والعلاقة بين سوريا وإسرائيل على المدى البعيد.
الرئيس الشرع والعلاقة مع قسد
وفيما يتعلق بقوات قسد، قال الرئيس الشرع: “لقد عرضنا على قسد الاندماج في الجيش السوري وأكدنا لهم أن حقوق الأكراد مصانة، لكن كان هناك تباطؤ في تنفيذ ما تم عليه في اتفاق 10 آذار الماضي.
وأشار الشرع من نيويورك، -التي وصل إليها أمس الأحد 21 من أيلول، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في دورتها الـ80-، إلى أنه رفض مبدأ المحاصصة في تشكيل الحكومة السورية الجديدة، لكنه اعتمد على مبدأ التشاركية في تشكيلها، وعلق بقوله “كنا حريصين على أن تكون حكومة كفاءات”.
والشرع هو أول رئيس سوري يشارك أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، منذ أكثر من 6 عقود، حين شارك الرئيس السابق نور الدين الأتاسي عام 1967.
ومن المتوقع أن يلقي الشرع خطابًا في قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة، إضافة إلى عقد لقاءات جانبية على هامش القمة.
ما هي قمة كونكورديا؟
و”كونكورديا” هي منتدى عالمي سنوي يجمع قادة الحكومات والشركات والمنظمات، لمناقشة حلول للتحديات العالمية والمحلية، وتُقام عادة في مدينة نيويورك بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تمتد من 21 أيلول حتى 29 من الشهر نفسه.
وتعرّف المنظمة نفسها، بأنها جهة عالمية رائدة تجمع رؤساء الدول والمسؤولين الحكوميين وكبار المديرين التنفيذيين وقادة المنظمات غير الربحية ومراكز الأبحاث والمؤسسات، لإيجاد حلول للتحديات مثل الاقتصاد العالمي، والعدالة الاجتماعية، والديمقراطية، والتغير المناخي.