جهود محلية لإنعاش الحسكة… الاستقرار يشجع الأهالي؟

نوجين محمد - الحسكة

تشهد مدينة الحسكة في الآونة الأخيرة حراكاً عمرانياً نشِطاً، وتوسعاً غير مسبوق في العمران السكني والتجاري، وهو ما يعكس رغبة الأهالي في إعادة الحياة إلى مدينتهم التي عاشت حالة من الركود بسبب الظروف الأمنية والاجتماعية القاسية.

ويبدو أن مساعي إعادة إنعاش المدينة ونفض غبار التعب عنها هو بتضافر جهود الأهالي والجهات المحلية لتطوير بنية الخدمات العامة، وتحسين واقع المدينة، والعمل على توفير الخدمات بمستويات أعلى ولتصل لكامل شرائح المجتمع المحلي.

وتكشف مصادر متابعة في الحسكة لموقع “سوريا الجديدة” أن “هذا الحراك لا يقتصر على المبادرات الفردية فقط، وإنما يشمل جهوداً مؤسساتية تهدف إلى تحسين مظهر المدينة وتعزيز البنية التحتية فيها. وتُعد هذه النشاطات دليلاً حياً على الحماس والرغبة في تحسين مظهر المدينة من قبل ساكنيها، وأملهم بالنهوض بمدينتهم نحو مستقبل أفضل”.

وأكدت مراسلة موقع “سوريا الجديدة” بأن حملات واسعة أطلقها المكتب الخدمي والفني في المدينة لتزفيت وصيانة الشوارع والأرصفة، شملت عدداً من أحياء المدينة، وحظيت هذه الجهود بتفاعل شعبي ملحوظ، حيث ساهمت في تحسين الواقع الخدمي، وسهّلت حركة السير والتنقل، كما أضفت طابعاً حضارياً على المشهد العام”.

وأضافت المراسلة أن ” العديد من الطرق الحيوية في مدينة الحسكة ولاسيما الممتدة بين دوار سينالكو وحي الناصرة، مروراً بأحياء الطلائع والوسط تشهد نشاطاً عمرانياً ملحوظاً. حيث تعمل الفرق الفنية بشكل متواصل على ترميم الطرق المتضررة، وذلك استجابة لحاجة المدينة لتحسين واقع البنية التحتية فيها، وتوفير بيئة جميلة تليق بأهلها، وتسهم في تسهيل حركة المرور وتقليل الأعطال والمشكلات اليومية التي يعاني منها السكان”.

ورصدت المراسلة روح التعاون والتنسيق العالي بين مختلف الجهات الخدمية والأهالي، ما يعكس صورة إيجابية عن الإدارة المحلية ومدى التزامها بتحسين واقع المدينة، الأمر الذي ينعكس على أبناء المدينة وثقتهم في إدارتهم نحو إعادة إعمارها وإنعاشها.

وبحسب المراسلة، يأتي هذا الحراك بعد سنوات من الإهمال بسبب الأوضاع الأمنية، ما يجعل هذه المشاريع محطّ أنظار السكان الذين طالما انتظروا تحسناً في الخدمات الأساسية، ويبدو أن أحد أهم أسباب النهوض الذي تشهده المدينة مؤخرا يعود إلى عدة عوامل، كان من أبرزها الاستقرار الأمني في المدينة وعودة المهجرين وبعض رؤوس الأموال إليها، ناهيك عن رغبة السكان في تحسين واقع مدينتهم كباقي المدن والمحافظات السورية التي تعمل الحكومة الجديدة على انعاشها والنهوض بمختلف قطاعاتها الحيوية والتي من المفترض أن تحسن واقع المعيشة للسوريين.

ما يميز الحسكة عن باقي المدن السورية هو موقعها على نهري الخابور وجقجق، وهو ما منحها خصوبة زراعية كبيرة، أي أن ريفها الواسع يعتبر سلة غذائية بحد ذاته، كما تتمتع المحافظة ككل بمعدل أمطار سنوية جيد، لكنها هذا العام لم تشهد هطولات مطرية كافية، ويبدو أنها تواجه عاماً من الجفاف، وفي الناحية لديموغرافية، تضم المدينة تركيبة سكانية متنوعة تشمل العرب، الأكراد، والسريان، مما يضفي عليها طابعًا ثقافيًا فريدًا من نوعه في سوريا.

تضم الحسكة العديد من الأحياء التي تعكس تاريخها العريق وتطورها العمراني، من أبرز أحيائها حي الكلاسة، الذي يعرف بهويته الريفية رغم موقعه في قلب المدينة، ويتميز بتنوعه السكاني وانسجامه الاجتماعي، كما أن الحسكة تعد من المدن الغنية بالمواقع الأثرية، حيث تحتوي على أكثر من 800 موقع يعود تاريخ بعضها إلى آلاف السنين، مما يجعلها من أقدم مناطق الحضارات في سوريا، وبرغم كل تلك المميزات الحضارية والاقتصادية إلا أن الحسكة وعلى مدى خمسة عقود من حكم عائلة الأسد لسوريا كانت مدينة شبه منسية، على الرغم من كونها مصدر الجزء الأكبر من النفط السوري الا أنها لم تكن تحتضن كما يفترض المشاريع المتعلقة مثلاً بالصناعات النفطية، أي لم يكن هناك اهتمام بتوفير فرص عمل حقيقية للأهالي.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist