طريق الـM4 يعود إلى الحياة مجدداً… شريان حلب يصلها بالساحل السوري

يشهد طريق الـM4 (طريق حلب- الساحل) الدولي انتعاشاً لافتاً في الحركة المرورية، مع تزايد التنقل والتبادل التجاري، في مؤشر واضح على عودة الاستقرار بعد سنوات من توقف حركة المرور في أهم شريان يصل الشمال والشمال الشرقي من سوريا بالموانئ السورية ومدن الساحل على البحر الأبيض المتوسط.

الطريق الدولي M4

كشفت مصادر محلية في منطقة جسر الشغور جنوب غربي إدلب لموقع “سوريا الجديدة” عن انتعاش الطريق الدولي الذي كان متوقفاً لسنوات طويلة بسبب تقاسم السيطرة عليه بين الفصائل المعارضة السورية سابقاً، وقوات النظام البائد والمليشيات التي كانت تواليه” وأوضحت المصادر، أن الحياة عادت إلى البلدات على جانبي الطريق، وأعيد افتتاح العديد من المرافق التي كانت متوقفة، كما تم ترميم الكثير من محطات الوقود، ومحال بيع المواد الغذائية، بحسب المصادر ذاتها.

وتقول المصادر، أن الحركة المرورية ما تزال حتى الآن أقل من الطبيعي، فالطريق الذي يصل الشمال السوري بالساحل هو أشبه بشريان اقتصادي كان يعمل على مدار 24 ساعة، أما الآن وبرغم الانتعاش المفترض إلا أنه ما يزال أقل من المطلوب بسبب الظروف الأمنية في بعض المناطق التي يقطعها الطريق في ريف اللاذقية.

الطريق الدولي (أم 4) هو طريق سريع في سوريا يمتد عبر شمال البلاد، من اللاذقية غربًا إلى اليعربية شرقًا عند الحدود العراقية شمال شرق البلاد، ويتمتع الطريق بأهمية اقتصادية ولوجستية كبيرة، حيث يربط حلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا، بموانئ الساحل السوري، كما يربط المناطق الزراعية والنفطية في محافظة الحسكة بمراكز الصناعة والاستهلاك في حلب، ومنها نحو موانئ التصدير.

ويرتبط الطريق عند سراقب جنوب حلب بطريق إم 5 (طريق حلب دمشق الدولي)، وبطريق إم 1 عند اللاذقية، وشهد الطريقان سلسلة من التفاهمات بين الجانبين الروسي والتركي في 5 آذار من العام 2020، قبيل سقوط النظام البائد، وكان طريق إم4 قد خضع لتفاهمات قضت بتسيير دوريات عسكرية مشتركة، تركية-روسية، وكانت هناك نية لإعادة تشغيل الطريق.

وكانت محاولات تسيير الدوريات المشتركة تمهيداً لإعادة تشغيل الطريق قد رأتها الأوساط الشعبية المعارضة في ذلك الوقت محاولة للتطبيع مع نظام بشار الأسد، ولذلك كان الطريق يشهد توتراً متقطعاً، واحتجاجات شعبية بين الحين والأخر في محاولة لقطع الطريق ومنع الدوريات المشتركة من المرور.

ونجحت تلك الجهود الشعبية في منع استمرارها وتطبيق ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين، أي افتتاح الطريق الذي كان بمثابة محاولة لانعاش النظام البائد اقتصاديا، وكان من المخطط أن يكون خط إمداد بين حلب واللاذقية لقوات النظام البائد والقوات الروسية، فلو أن قوات النظام البائد سيطرت عليه، فإن خطوط الإمداد بين حلب والساحل تكون قد فتحت أمام النظام بشكل كلي، ولا حاجة للالتفاف في الطرق الفرعية أو سلوك طرق أخرى أكثر تكلفة ووقتا، وأًصبحت مناطق الشمال الغربي محاصرة ومقطعة الأوصال.

 

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist