تجارة “الكبتاغون في سوريا”.. ضبط 30 مليون حبة خلال الأشهر الأولى من عام 2025

منذ الإعلان عن إسقاط النظام البائد في سوريا في كانون الأول/ديسمبر 2024، تعهدت الإدارة السورية الجديدة بالقضاء على تجارة “الكبتاغون” التي كانت تُعد شريانًا اقتصاديًا حيويًا للنظام السابق.

بحسب تقرير صادر عن “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات”، شكّل الكبتاغون، وهو مخدر سهل الإنتاج مصنوع من “الأمفيتامين”، شريان حياة اقتصادي لنظام بشار الأسد السابق في سوريا، فقد ولّدت هذه الصناعة مليارات الدولارات للنظام البائد، ووقعت مباشرةً تحت سيطرة الأسد وحلفائه المقربين، وأبرزهم ماهر الأسد، شقيق بشار وقائد الفرقة الرابعة سابقًا.

وفي أول تصريح له بعد استلام الحكم، وصف الرئيس السوري أحمد الشرع سوريا بأنها “المصدر الرئيسي للكبتاغون في العالم”، مؤكدًا استمرار حملات محاربة هذه التجارة و”تنقية البلاد منها”.

وشنت الحكومة السورية الجديدة هجومًا شرسًا على بقايا “إمبراطورية المخدرات التي كان يمتلكها الديكتاتور المخلوع”، حيث أحرقت ملايين حبوب الكبتاغون، واكتشفت عشرات مصانع المخدرات في جميع أنحاء سوريا، إلا أن هذه الجهود لم تحقق نجاحًا مستدامًا.

كما تفاوض الشرع مع الأردن، في كانون الثاني/ يناير الماضي بحسب التقرير، على تشكيل لجنة مشتركة لمكافحة تهريب الأسلحة والمخدرات على طول الحدود المشتركة بين البلدين، والتي يبلغ طولها 375 كيلومترًا.

وفي مؤتمر صحفي عُقد بشأن اللجنة، صرّح وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني قائلاً: “عندما يتعلق الأمر بتهريب الكبتاغون والمخدرات، فإننا نعدكم بأنه انتهى ولن يعود”. وشهدت العمليات المبكرة على الحدود الأردنية اكتشاف قوات الحكومة السورية 15 مصنعًا للكبتاغون، بالإضافة إلى عشرات مخابئ الأسلحة الموجهة إلى حزب الله في إسرائيل ولبنان.

30 مليون حبة خلال الأشهر الأولى من عام 2025

في الأشهر الأولى من 2025، ضبطت الحكومة السورية الجديدة نحو 30 مليون حبة كبتاغون في عمليات داخل سوريا وفي دول مجاورة. من أبرزها:

في 16 مارس/آذار، ضبطت قوات الأمن العراقية شاحنة قادمة من سوريا تحوي أكثر من 7 ملايين حبة عبرت تركيا قبل وصولها إلى الحدود، وقد كانت عملية الضبط هذه، التي بلغت زنتها 1.1 طن، هي الأولى منذ الإطاحة بالأسد، وواحدة من أكبر عمليات الضبط في العراق في السنوات الأخيرة.

أما في أبريل/نيسان، تم اكتشاف 4 ملايين حبة في ميناء اللاذقية مخبأة داخل قضبان معدنية، وقد كانت قوات النظام البائد تستخدم الميناء لتصدير المخدرات إلى أماكن بعيدة مثل ماليزيا.

وفي 5 مايو/أيار، ضبط الجيش اللبناني “كمية كبيرة” من الكبتاغون، بالإضافة لمختبر ومعدات لإنتاج الحبوب المخدرة قرب بلدة الهرمل الحدودية، قامت السلطات اللبنانية بتفكيكها لاحقًا.

أما في 15 و19 مايو/أيار، فقد جرى إحباط تهريب 9 ملايين حبة في حلب، بعضها توجه بالفعل إلى تركيا، بالإضافة ضبط 4 ملايين حبة في معدات تصنيع “الطحينة” بميناء اللاذقية، مسجلةً بذلك ثاني عملية ضبط جماعية للكبتاغون في الميناء هذا العام.

رغم هذه النجاحات الحكومية، يشير تقرير “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” إلى أن الحكومة السورية لم تفكك سوى الشبكات المرتبطة بنظام الأسد السابق، فيما يحذر الخبراء من أن إنتاج الكبتاغون على نطاق ضيق قد يزداد في المستقبل القريب لتلبية الطلب في دول الخليج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist