يصادف التاسع من حزيران 2025، الذكرى 14 لانشقاق المقدم حسين هرموش عن قوات النظام البائد، وهو الحدث الذي شكل منعطفًا تاريخيًا في مسار الثورة السورية.
في عام 2011، أصبح هرموش، المولود في قرية إبلين بجبل الزاوية في محافظة إدلب عام 1972، أول ضابط يعلن انشقاقه علنًا عن قوات النظام، ممهدًا الطريق لتأسيس الجيش السوري الحر وإلهام الآلاف للوقوف ضد الظلم.
في 9 حزيران 2011، ظهر حسين هرموش في تسجيل مصور، رافعًا هويته العسكرية، وأعلن انشقاقه عن قوات الأسد، قائلًا: “أنا المقدم حسين هرموش، أعلن انشقاقي عن الجيش وانضمامي إلى صفوف شباب سوريا مع عدد من عناصر الجيش السوري الحر، ومهمتنا الحالية هي حماية المتظاهرين العزل المطالبين بالحرية والديمقراطية”، ولخص أسباب قراره بـ”عمليات قتل جماعي للمدنيين العزل في جميع أنحاء سوريا” و”توريط ضباط وأفراد الجيش في مداهمة المدن والقرى الآمنة”، مشيرًا خصوصًا إلى الحملة العسكرية على مدينة جسر الشغور في إدلب، التي شهدت عنفًا شديدًا ضد المدنيين.
عقب إعلانه، أسس هرموش “لواء الضباط الأحرار”، الذي أصبح النواة الأولى للجيش السوري الحر في 29 تموز 2011.
قاد الهرموش عمليات مبكرة للدفاع عن المتظاهرين، وانتقل هرموش لاحقًا إلى تركيا لتنظيم العمليات ضد النظام، لكن مصيره أصبح غامضًا بعد اختفائه في 29 آب 2011 من الأراضي التركية.
أعلن النظام البائد لاحقًا اعتقاله، وظهر في مقابلة تلفزيونية في 15 أيلول 2011، حيث بدت عليه آثار تعذيب وضغط نفسي، ونفى أن الجيش أمره بإطلاق النار على المدنيين، مدعيًا أن انشقاقه جاء بعد “وعود كاذبة” من معارضين في تركيا.
تضاربت الروايات حول كيفية اعتقاله، فبعضها أشار إلى اختطافه من تركيا عبر عملية أمنية للنظام البائد، وأخرى رجحت تسليمه ضمن صفقة غامضة، بينما نفت الحكومة التركية أي دور لها.
بعد اعتقاله، اجتاح الجيش السوري قرية إبلين، هدم 15 منزلًا من منازل عائلته، وقتل شقيقين له وصهره، واعتقل شقيقه وليد واثنين من أبناء إخوته.
في 2 شباط 2025، أكد ابنه براء هرموش مقتل والده في 19 كانون الثاني 2012 في سجن صيدنايا، مشيرًا إلى أن شهود عيان نقلوا قوله قبل إعدامه: “إن ثورتنا ثورة حق، فلا تتركوها”.
انشقاق هرموش ترك بصمة عميقة، إذ اعتبرته أوساط الثوار “أول صفعة عسكرية” للنظام، وزلزل أركانه، وألهم ضباطًا وجنودًا للانضمام إلى الثورة والدفاع عن المدنيين في وجه آلة البطش الأسدية.
وتحل الذكرى الرابعة عشرة لانشقاقه والثورة السورية انتصرت ونظام الأسد سقط، كما تمنى الهرموش دائمًا.
يستذكر السوريون شجاعة الهرموش ونضاله وتضحيته بنفسه في سبيل الثورة ليبقى الهرموش رمزًا للتضحية والشجاعة، مذكرًا الشعب السوري بأهمية الوقوف ضد الاستبداد والسعي نحو الحرية والكرامة، رغم الثمن الباهظ الذي دفعه هو وعائلته.