كشفت صحيفة “ذا ناشيونال“، نقلًا عن مصادر أمنية سورية، أن اللواء غياث دلة، أحد القادة البارزين في الفرقة الرابعة في النظام البائد، طلب من إيران تمويلاً ماليًا لإعادة بناء نفوذها داخل سوريا.
وبحسب التقرير، الذي نشر يوم الجمعة 20 حزيران/يونيو الحالي، فإن دلة يسعى لتشكيل ميليشيا تضم مقاتلين من فلول النظام البائد، بهدف مواجهة الحكومة الجديدة في دمشق وتنفيذ هجمات على أهداف إسرائيلية.
وأضاف التقرير أن إيران، المنشغلة حاليًا بصراعها العسكري مع إسرائيل، قد لا تخصص موارد كبيرة لهذا المشروع، لكنها قد تعتبره “خطوة استراتيجية لاستعادة موطئ قدم طويل الأمد في سوريا”.
وأشارت الصحيفة نقلًا عن مصدر محلي إلى أن اللواء السابق يعد من بين آلاف الضباط الفارين إلى لبنان بعد سقوط نظام السابق، ويُعتقد أن له ارتباطات مباشرة مع مسؤولين إيرانيين بهدف “حشد دعم مادي يقدر بمئات الملايين من الدولارات”، مضيفةً أنه يعتمد في مشروعه على شبكة تضم ما لا يقل عن “100 ألف من عناصر الأمن السابقين”، معظمهم لجؤوا إلى جبال الساحل بعد سقوط النظام في 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وأضاف المصدر أن دلة، وعلى الرغم من الهزائم التي تعرض لها، ما يزال يمتلك شبكة عسكرية سرية تشمل أسلحة خفيفة وبعض الأسلحة المتوسطة، مثل مضادات الطيران المثبتة على مركبات.
ونقل التقرير أن “دلة” يعتمد على مخاوف مجتمعية متزايدة من الاضطهاد والتهجير، للترويج لفكرة مقاومة جديدة مدعومة من إيران، وربما إنشاء كيان مستقل في الساحل السوري.
ورغم ما وصفته الصحيفة بـ”الترسانة المحدودة” المتبقية لدى قوات دلة، فإن “المصادر التي تحدثت معهم الصحيفة” ترى أن تحركه يمثل تهديدًا فعليًا للاستقرار، خاصة مع بروز إشارات على نشاط مجموعات موالية لطهران في جنوب سوريا، وعمليات إطلاق صواريخ باتجاه الجولان في الآونة الأخيرة.
كما أشار التقرير إلى أن غياث دلة يتمتع بسمعة مختلفة عن النظام السابق من حيث الفساد والانتماء الديني، ما قد يعزز قبوله لدى القيادة الإيرانية في هذه المرحلة.
وقالت الصحيفة، نقلًا عن مسؤول أمني سوري لم تسمه، إن الجنوب السوري يحتوي على “بقايا من الوكلاء الإيرانيين الذين يمكن لدلة إعادة تنشيطهم لاستئناف الهجمات”، مضيفًا أن استيلاء السلطات على صواريخ غراد في مستودع بمحافظة درعا هذا الأسبوع، والهجوم الصاروخي الذي شنته جماعة منشقة عن حزب الله في 3 يونيو/حزيران على منطقة تحتلها إسرائيل في مرتفعات الجولان، “يُشيران إلى احتمال زعزعة الاستقرار التي يمكن أن تُعززها الأموال الإيرانية”.
وشغل غياث دلة منصب قيادة لواء المدرعات 42 في الفرقة الرابعة ذات الولاء الإيراني، والذي كان يعمل في جنوب سوريا، حيث شنت الجماعات التابعة لإيران هجمات صاروخية على إسرائيل في العام الأخير من حكم نظام الأسد.