تتواصل أعمال تجميل وتأهيل ساحة سعد الله الجابري وسط حلب، في إطار مشروع يهدف إلى تعزيز جمالية المدينة وتحويل الساحة إلى نقطة جذب حضري تعكس نبض الحياة في قلب حلب، وتتم الأعمال بالشراكة مجلس مدينة حلب، بالتعاون مع شركة STH القابضة.
ومن المفترض أن يتضمن المشروع الحيوي صيانة شاملة للأعمال الموجودة، والتي تشمل إصلاح البنية التحتية، وجلي الصخور، وقلع واستبدال الأحجار المكسورة بأخرى جديدة، وإعادة تمديد الشبكة الكهربائية مع دراسة الإدارة الجديدة للساحة، بالإضافة إلى تمديد شبكات مياه وإعادة تفعيل النواعير في الساحة، وإضفاء طابع جمالي مميز مغاير للطابع الذي كان سائداً في الساحة.
ومن المفترض أيضًا أن يتضمن المشروع تنفيذ أعمال مدرج صغير مخصص للفعاليات المتنوعة، مع تجهيز منصة دائمة على شكل مسرح لاستضافة الفعاليات الفنية والاجتماعية، وتركيب شاشة إلكترونية بمساحة تصل إلى 200 متر مربع، وهي الأضخم في المنطقة، حيث ستطل على الساحة بالكامل، وبالتالي ستكون الساحة معلم حضاري ومكان للتجمع وتنظيم فعاليات مختلفة، ثقافية وفنية وربما سياسية. ومن المتوقع أن تنتهي أعمال المشروع خلال الفترة القريبة القادمة، أي مع حلول فصل الصيف، والذي يتزامن مع زيادة في أعداد الفعاليات الفنية والثقافية بحلب.
استطلع موقع “سوريا الجديدة” آراء الشارع، تقول راما محمد (طالبة صيدلة) إن “حلب تفتقد لساحة منظمة وجميلة، ومشروع تحسين ساحة سعد الله الجابري مهم جداً، ويعطي انطباع بأن حلب ستتعافى قريباً”، ويرى فريق ممن استطلع الموقع آرائهم بأن “حلب بحاجة فعلية للتنظيم وطوي 5 عقود من العشوائية والتهميش، ويجب أن تكون أعمال تجميل وترميم الساحة بداية لباكورة أعمال تجميلية في حلب.
وكان مشروع ترميم وتجميل ساحة سعد الله الجابري قد طالته انتقادات شعبية واسعة مع بداية الإعلان عن انطلاقته، ولعل أكثر ما أثار الجدل هو فكرة إزالة نصب الشهداء للنحات الحلبي الراحل عبد الرحمن موقت لعام 1984، والذي يجهل الكثيرون حقيقة وكنه النصب، واستبداله بنصب جديد، لكن يبدو أن القائمين على المشروع لن يقوموا بإزالة النصب.
المنتقدين للمشروع كانوا متخوفين من أن القائمين على المشروع لن يراعوا تاريخ الساحة وهويتها التاريخية، وانسجامها مع النسيج العمراني للمدينة والمنطقة من الناحية العمرانية، وطالب المنتقدين بأن تكون أعمال التنفيذ والتخطيط على يد أهل الاختصاص كي لا يتم تشويه معلم من معالم المدينة.
