حذّرت منظمة “HALO Trust” أكبر منظمة متخصصة في إزالة الألغام على مستوى العالم، من ارتفاع كبير متوقع في عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن الألغام ومخلفات الحرب في سوريا، خصوصًا مع انتهاء العام الدراسي وعودة مئات الآلاف من العائلات إلى منازلهم الواقعة في مناطق كانت مؤخرًا ساحات قتال.
ووفق تقرير للمنظمة ، فإن سوريا تشهد نحو 160 إصابة شهريًا بسبب الألغام ومخلفات الحرب، مع توثيق مقتل وإصابة أكثر من ألف مدني، ثلث الضحايا من الأطفال، منذ سقوط النظام السابق في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقال سايمون جاكسون، مدير برنامج المنظمة في سوريا، إن “سوريا الآن هي أخطر دولة في العالم من حيث الحوادث المدنية الناتجة عن المتفجرات، ومع إغلاق المدارس أبوابها لعطلة الصيف، نتوقع ارتفاعًا حادًا في هذه الحوادث مع عودة العائلات إلى أراضٍ مليئة بالألغام وبقايا الحرب”.
وأضاف جاكسون بأن المكالمات التي تصل إلى “الخط الساخن للمنظمة” في محيط إدلب تضاعفت “10 مرات” منذ ديسمبر/كانون الأول، ومن المتوقع أن تشهد زيادةً خلال الأشهر المقبلة، خاصة في المناطق السكنية وتحت أنقاض المباني المدمرة.
وتشير المنظمة في تقريرها إلى أن المدن والبلدات السورية تظل “ملوثة بشكل كبير بأنواع متعددة من المتفجرات”، من بينها القنابل العنقودية والصواريخ والألغام الأرضية.
وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، عاد نحو 1.3 مليون لاجئ ونازح داخليًا إلى مناطقهم في سوريا خلال الأشهر الستة الماضية، ومن المتوقع عودة مئات الآلاف من لبنان وتركيا والأردن مع انتهاء العام الدراسي.
وذكرت منظمة أطباء بلا حدود (MSF) أن مستشفى دير الزور الوطني استقبل 51 مصابًا بين نيسان/أبريل وأيار/مايو الماضي، نصفهم من الأطفال، مضيفةً إلى أن 4 أطفال لقوا مصرعهم خلال خمسة أيام فقط في نهاية أيار وبداية حزيران في بلدة “المريعية” قرب دير الزور، بينهم طفلان كانا يلعبان أمام منزليهما.
وتنفذ “هالو” برامج توعية بمخاطر المتفجرات في المجتمعات التي كانت خطوطًا أمامية في شمال غرب سوريا، مع خطط للتوسّع نحو الجنوب والشرق، خصوصًا في محافظة دير الزور التي تُسجّل أعلى معدلات الحوادث.
وتشير المنظمة إلى أن عدد فرق إزالة الألغام ما زال “محدودًا”، حيث يعمل حاليًا 120 خبيرًا فقط في شمال غرب البلاد، مضيفةً إلى أن العملية الكاملة لتطهير سوريا من المتفجرات ستتطلب حوالي 40 مليون دولار سنويًا.
ودعت المنظمة الحكومة السورية إلى الانضمام لمعاهدة “أوتاوا” لحظر الألغام الأرضية، ما سيسمح لها بالحصول على الخبرة والدعم اللازمين، بالإضافة إلى كونه رمزًا لتحول البلاد نحو مرحلة جديدة.