أعلنت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث في سوريا، اليوم الأحد، عن تشكيل غرفة عمليات ميدانية مشتركة لمتابعة تطورات الحرائق المندلعة في ريف اللاذقية الشمالي، في إطار استجابة عاجلة للتوسع المتسارع للحرائق التي اندلعت قبل أربعة أيام، واستهدفت مساحات واسعة من الغابات.
وقال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، في منشور عبر منصة “إكس”، إن الغرفة بدأت بالفعل مهامها في تنسيق الدعم اللوجستي والميداني، بما يشمل تأمين صهاريج مياه، وتنظيم فرق تطوعية مدرَّبة، وتوفير آليات ثقيلة لفتح خطوط النار وتطويق انتشار النيران.
وأوضح الصالح أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مع وزير الزراعة والغابات التركي، إبراهيم يوماقلي، اتفقا من خلاله على تعزيز التنسيق الميداني عبر إرسال طائرات إطفاء وفرق برية إضافية، دون التأثير على جاهزية الطوارئ داخل تركيا.
وقد وصلت، صباح أمس السبت، طائرتا إطفاء تركيتان إلى الأراضي السورية، برفقة 11 آلية دعم، من بينها 8 سيارات إطفاء و3 صهاريج مياه.
وأشار الوزير السوري إلى التواصل مع الجانب الأردني، الذي أبدى استعداده لإرسال فرق إطفاء برية متخصصة، إضافةً إلى التدخل عبر طيران لإخماد الحرائق، وذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية السورية.
تحديات ميدانية متزايدة
وتواجه فرق الإطفاء والدفاع المدني تحديات كبيرة على الأرض، أبرزها صعوبة الوصول إلى بعض المناطق المتضررة بسبب التضاريس الوعرة ووجود مخلفات الحرب، إلى جانب الرياح القوية والظروف المناخية الجافة التي تسهم في تجدد النيران، بحسب ما رصدته مراسلة “سوريا الجديدة” أثناء تغطيتها الميدانية.
وقال وزير الزراعة السوري، أمجد بدر، في تصريح خاص لوكالة “سوريا الجديدة”، إن “الحرائق تمتد باتجاهات مختلفة بتأثير الرياح، وتسببت بأضرار لا يُستهان بها”، مؤكدًا أن الجهود المبذولة من قبل الكوادر الحكومية وأفواج الإطفاء والمجتمع المحلي تتواصل رغم الصعوبات.
من جانبه، أوضح محافظ اللاذقية، محمد عثمان في تصريح لوكالة سوريا الجديدة، أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على عدة بؤر من النيران صباح السبت، إلا أن اشتداد الرياح أعاد “إشعالها في مناطق جديدة”، مشيرًا إلى وصول مؤازرات من فرق إطفاء من مختلف المحافظات، بالإضافة إلى مشاركة الفرق التركية في عمليات الإخماد.
وما تزال عمليات مكافحة النيران مستمرة في عدة نقاط ضمن وادي جهنم وخربة كسيح ومناطق مجاورة، وسط ترقب من توسع رقعة الحرائق مجددًا، في حال استمرار الظروف الجوية غير المواتية.