وسط وعود بحلول مرتقبة.. “سوريا الجديدة” ترصد أزمة المواصلات في حي الحميدية بحماة

يعاني سكان حي الحميدية في مدينة حماة من أزمة مواصلات متفاقمة تؤثر على حياتهم اليومية وتعيق وصولهم إلى أماكن عملهم وخدماتهم الأساسية، في ظل غياب كافٍ لوسائل النقل العامة.

التقت مراسلة وكالة سوريا الجديدة في حماة برئيس لجنة حي الحميدية، أسامة دبور، حيث قال في تصريح خاص، إن “الحي يشهد نقصًا واضحًا في وسائل النقل، لا سيما مع اتساع رقعته الجغرافية وكثافته السكانية”.

وأوضح أن “وسائل النقل المتوفرة تخدم فقط القسم الجنوبي من الحي، فيما يبقى القسم الشمالي دون تغطية فعلية، ما يتسبب في معاناة يومية للسكان وتأخير لأعمالهم والتزاماتهم”.

شكوى سكانية وتعهدات حكومية بالحلول

من جهتهم، عبّر عدد من سكان الحي ممن التقتهم مراسلتنا عن استيائهم من الوضع القائم، مشيرين إلى أن حافلات النقل التي تمر في الحي غالبًا ما تكون “ممتلئة” قبل وصولها إلى مواقف حي الحميدية. وقال فواز، أحد أبناء الحي، إن “غياب الخطوط المباشرة من وإلى الحميدية يخلق أزمة حقيقية ويؤثر سلبًا على حياة الناس اليومية، خاصة في أوقات الذروة”.

وتقترح بعض الفعاليات الأهلية تخصيص مسار داخلي ينطلق من جامع الحميدية مرورًا بمدرسة الخنساء ومدرسة أم الخير وصولًا إلى الشارع الرئيسي ودوار الجب، لضمان تحميل الحافلات من داخل الحي نفسه وتحقيق استفادة أكبر للسكان.

في المقابل، أكد مدير النقل الداخلي في حماة، محمد حبيب، في حديثٍ خاص للوكالة، أنه تم تشكيل لجنة فنية متخصصة بناءً على شكاوى المواطنين، لدراسة واقع حي الحميدية ووضع خطة نقل مناسبة له، مضيفًا أن اللجنة ستباشر أعمالها قريبًا، بالتوازي مع تخصيص رقم لاستقبال شكاوى واقتراحات سكان الحي.

الحكومة تعمل على توسيع شبكة النقل

تبذل الجهات الرسمية جهودها لتطوير قطاع النقل الداخلي، حيث أعلنت مديرية النقل في محافظة حماة، في 2 تموز/يوليو الجاري، عن افتتاح خط نقل جديد لربط ريف المحافظة الشرقي بمركز المدينة، عبر تخصيص عدد من الميكروباصات (سرافيس) لتخديم قرى وادي جحم وأم تريكية والحمراء الفوقانية.

وقال مدير النقل في المحافظة، باسل عوير، في تصريحات نقلتها “سانا”، إن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة “توسيع خدمات النقل الجماعي وتحسين الوصول إلى المناطق البعيدة”، داعيًا الأهالي إلى التواصل مع المديرية للإبلاغ عن أي قصور في الخدمة.

ونقلت الإخبارية السورية، في بداية أيار/مايو الماضي، وصول 50 حافلة نقل إلى سوريا، مقدمة كمنحة من دولة بيلاروسيا، في إطار دعم منظومة النقل العام، وفقًا لما صرح به وزير النقل السوري، يعرب بدر.

وقال بدر إن هذه الحافلات ستُستخدم في “دعم خطوط النقل داخل المدن”، مؤكدًا أن “الهبة تمثل بداية متواضعة لكنها مهمة”، مشيرًا إلى وجود “رؤية حكومية جديدة لإعادة هيكلة وزارة النقل”، تهدف إلى إصلاح شامل في قطاع نقل الركاب والبضائع، وتقليل التدخل البشري، وتحسين الكفاءة التشغيلية، من خلال اعتماد تقنيات حديثة ونظام دفع إلكتروني، مع تعزيز دور القطاع الخاص في التشغيل ضمن ضوابط تحددها الدولة.

رغم هذه التحركات، ما يزال قطاع النقل في سوريا يعاني من مشاكل مزمنة، أبرزها تهالك البنى التحتية، والاعتماد المفرط على القطاع الخاص، وضعف كفاءة الأسطول الحكومي، نتيجة سنوات الحرب الطويلة ونقص قطع الغيار والعقوبات الاقتصادية.

وتُظهر المؤشرات خلال الفترة من 2011 إلى 2024 تدهورًا واضحًا في خدمات النقل العام، مع خروج العديد من الحافلات عن الخدمة، وتحويل بعضها لأغراض غير مدنية. أما في المدن الكبرى، فما يزال المواطن يعتمد بشكل أساسي على حافلات صغيرة (سعة 14 راكبًا) كمصدر رئيسي للتنقل، مع غياب منظومات نقل جماعي حديثة مثل “الترامواي”، الذي كان مستخدمًا في سوريا قبل سبعينيات القرن الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist