أدلى وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، بتصريحات خلال مؤتمر صحفي تناول فيه اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة السويداء وآخر التطورات فيها، مؤكدًا التزام الدولة السورية بحماية مواطنيها وتعزيز استقرارها. وأوضح المصطفى أن الدولة استجابت لنداء الوسطاء الدوليين لتجنب أي مواجهة عسكرية قد تعرقل مسار التنمية في سوريا.
وأشار إلى أن الأحداث الأخيرة في السويداء لم تكن نتيجة عملية عسكرية مخطط لها من الدولة، بل جاءت كرد فعل على الفوضى والتوتر الناتج عن تصرفات مجموعات مسلحة خارجة عن القانون.
خطوات عملية لتثبيت الاستقرار
كشف الوزير عن جملة من الإجراءات التي تتخذها الدولة، تشمل:
– فتح معابر إنسانية بين درعا والسويداء لتأمين خروج المدنيين والجرحى وكل من يرغب بمغادرة المحافظة
– تشكيل لجنة طوارئ من وزارات وهيئات حكومية لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية، وتوفير الخدمات الأساسية، وإصلاح البنية التحتية
– العمل على تأمين المحتجزين من أهالي البدو لدى المجموعات المسلحة، مع التنسيق لإجراء تبادل أسرى
– نشر قوات الأمن الداخلي في الريف الشمالي والغربي للسويداء لمنع الاحتكاكات، مع تأكيد أن المرحلة الأولى لن تشمل دخول هذه القوات إلى مدينة السويداء لتسهيل إدخال المساعدات وإنضاج المهمة
غياب سلطة الدولة هو سبب الفوضى
أشار المصطفى إلى أن بيان الرئاسة الروحية في السويداء تضمن صياغات تحرض على التهجير، مؤكدًا أن غياب سلطة الدولة هو السبب الرئيسي للفوضى المستمرة في المحافظة منذ أشهر.
وانتقد بعض المجموعات التي تدعي أن وجود الدولة هو المشكلة، مشددًا على أن الوقائع أثبتت أن غياب الدولة هو العامل الأساسي للأزمة، خاصة بعد إعادة انتشار قواتها خارج المدينة.
رؤية الدولة السورية
أكد الوزير أن السياسة السورية ترتكز على ثلاثة أعمدة: بلد واحد، حكومة واحدة، وجيش واحد، وهي مبادئ لا يمكن التخلي عنها. وأوضح أن الدولة حريصة على حصر السلاح بيدها وتشكيل جيش موحد يمثل جميع السوريين. كما أشار إلى استمرار التواصل مع العشائر ومختلف الأطراف لضم التشكيلات المسلحة إلى مؤسسات الدولة تحت سيادة القانون.
دعوة إلى الحل الوطني
دعا المصطفى إلى إعلاء صوت العقل والتصرف بمسؤولية، مؤكدًا أن الحل الوطني والمساحة الجامعة هما المسار الصحيح لتوحيد القوى الفاعلة في سوريا وصناعة مستقبلها. وأعرب عن ثقته في قدرة قوات الأمن الداخلي على تنفيذ الإجراءات اللازمة لتثبيت وقف إطلاق النار بطريقة موضوعية ودقيقة.وختم الوزير تصريحاته بالتأكيد على أن الدولة السورية ملتزمة بحماية جميع مواطنيها، وأن جهودها في السويداء تهدف إلى تعزيز الاستقرار والسلم الأهلي، داعيًا الجميع إلى الاستثمار في وحدة سوريا وشعبها.