“طفل لا يتصرف بأدب”.. البيت الأبيض ينتقد تصرفات نتنياهو في سوريا

أعرب مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن قلقهم المتزايد إزاء سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، خاصة في ما يتعلق بالغارات العسكرية المكثفة التي شنتها إسرائيل مؤخرًا في سوريا، والتي طالت العاصمة دمشق ومواقع في محافظة السويداء.

ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن عدد من المسؤولين قولهم إن تصرفات نتنياهو باتت “تهدد ما يحاول ترامب تحقيقه في المنطقة”، وأن “بيبي” يتصرف كمجنون يقصف كل شيء طوال الوقت، و “هذا يقوّض ما يحاول ترمب فعله في سوريا” حسبما قال أحد المسؤولين الأمريكيين.

وأشار الموقع أن البيت الأبيض لم يبدِ “تفهمًا لذريعة حماية الدروز التي دفعت إسرائيل بشن الغارات على دمشق”، مضيفًا أن أحد المسؤولين قال للموقع بأن “الاعتقاد السائد هو أن أجندة بيبي السياسية تُسيطر على قراراته، وهذا قد يكون خطأ فادحًا على المدى الطويل”.

وبحسب التقرير، فإن الغارات المفاجئة، والتي شملت مواقع حساسة قرب القصر الرئاسي في دمشق، أثارت حفيظة ترمب نفسه، الذي أجرى مكالمة غاضبة مع نتنياهو عقب إصابة كنيسة كاثوليكية في غزة بقذيفة إسرائيلية، مما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين، وقد طالب ترامب نتنياهو بإصدار بيان اعتذار، وهو ما فعله الأخير لاحقًا.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن رد فعل ترامب على الحادث “لم يكن إيجابيًا”، في حين وصف مسؤول ثالث نتنياهو بأنه “طفل لا يريد أن يطيع”.

شكوى من تصرفات نتنياهو

أشار تقرير “أكسيوس” أن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، والمبعوثين الرئاسيين توم باراك وستيف ويتكوف، قدّموا شكاوى مباشرة إلى الرئيس ترمب “بشأن تصرفات نتنياهو”، محذرين من أن استمرار القصف في سوريا يهدد “اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة الأسبوع الماضي”، مضيفًا أن دولًا حليفة للولايات المتحدة، مثل السعودية وتركيا، بعثت رسائل “غاضبة” إلى إدارة ترمب، مطالبةً بضبط التحركات الإسرائيلية في المنطقة.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين للموقع إن ترمب “لا يحب أن يشاهد القنابل تتساقط على شاشات التلفاز في بلد يسعى لتحقيق السلام فيه”، مضيفًا أنه أعلن عن خطة ضخمة لإعادة إعمار سوريا، وما يفعله نتنياهو “يعكس الفوضى والارتجال”.

وفي الوقت الذي لم يوجّه فيه ترمب انتقادات علنية لنتنياهو، أكد مسؤولون أن “صبر الرئيس قد ينفد”، وأن استياءه من أداء إسرائيل بات أكثر وضوحًا في الأروقة الداخلية للبيت الأبيض.

وقد وافقت إسرائيل، وفقًا للموقع، على وقف قصفها لسوريا مؤقتًا بعد تدخل مباشر من واشنطن، لكنها اشترطت انسحاب الجيش السوري من محافظة السويداء، وهو “ما لم يتحقق”، لتستأنف بعدها عملياتها العسكرية بشكل أوسع.

ويرى مراقبون أن التصعيد الأخير قد يؤدي إلى توتر كبير في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، رغم الدعم التقليدي الذي لطالما حظيت به إسرائيل من الإدارات الجمهورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist