سوريا الجديدة ترصد مأساة أسامة مع الألغام: خطأ فردي والحكومة تتحمل المسؤولية

يحكي الشاب أسامة أحمد محمد من قرية بسرطون بريف حلب الغربي مأساته مع الألغام التي تملأ القرية، حيث كان هو الضحية الثانية لها بعد شاب آخر لقي حتفه قبل أشهر.

يقول أسامة 28 عامًا في مقابلة خاصة مع وكالة سوريا الجديدة، إنه يعمل في الرعي والزراعة، وانتشار الألغام في قريته يعيق عمله بشكل كبير.

ويضيف أنه من أجل ذلك تواصل مع أحد الأشخاص من الحكومة وأبلغه بمشكلة الألغام في قريته ووعده بأنه سيتم إرسال فريق لإزالة الألغام بأقرب وقت وكان هذا “بعد عيد الأضحى”، أي قبل حوالي الشهرين.

وتابع: عندما تأخروا علينا بشكل كبير تواصلت مع الشخص مجددا فقال إنهم تأخروا بسبب أن هناك الكثير من المناطق التي فيها ألغام وهنا رد أسامة “شو يعني ضيعتنا صفر ع شمال”.

هذا الموقف جعل أسامة يتخذ القرار فأخذ أغنامه ووضعها في مكان بعيد عن أماكن انتشار الألغام ودخل هو حتى يزيل ما يستطيع منها ويرصد ما لا يستطيع ويبلغ عنه، ودون أن ينتبه وقع على لغم كان مطمورا وغير ظاهر على الأرض فانفجر فيه وكانت النتيجة أن بترت قدمه اليسرى وكسرت اليمني.

“أنا مخطئ لكن الحكومة مقصرة”

يقول أسامة: أنا مخطئ واعترف بذلك غير أن الحكومة مقصرة كثيرا وهي تتحمل المسؤولية فلم أقدم أنا وغيري إلى هذا الفعل إلا بعد أن طفح الكيل، فالألغام تعيقنا بشكل كبير، إذ يخشى أهل القرية على أطفالهم الذين يريدون اللعب ولا يمكن ضبطهم، كما أننا نريد أن نعمل بأراضينا ونرعى أغنامنا ونلاحق معايشنا لكن الألغام تمنعنا من ممارسة حياتنا وأعمالنا.

أسامة هو الشاب الثاني الذي يقع ضحية الألغام في قرية بسرطون إذ قبل أن يتصاوب بفترة بسيطة لقي شاب يدعى نذير حتفه جراء انفجار لغم من مخلفات الحرب.

ووجه أسامة رسالة للمدنيين أن لا يقدم أحد غير خبير بإزالة الألغام مهما كانت الظروف، كما وجه رسالة شديدة اللهجة للحكومة بأن عليها أن تقوم بواجبها تجاه أبناء المناطق الذين انطلقت منها قوافل التحرير، خاصة أنها عانت الكثير خلال الثورة من قصف وموت وفقر وغياب في الخدمات، وأن لا يكون همهم دمشق والمحافظات التي تم تحريرها وينسوا من دفع الأثمان الباهظة للتحرير من دم وأرض وتهجير وخوف.

ويكاد لا يمر يوم إلى ويقتل أو يصاب سوري جراء الألغام المنتشرة في معظم مناطق سوريا، خاصة ما كان منها على خطوط التماس بين ميليشيات نظام الأسد البائد وفصائل المعارضة.

يشار إلى أن منظمة هيومن رايتس ووتش وثقت مقتل ما يزيد عن 600 شخص جراء الألغام منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون أول 2024، وحتى بداية نيسان من العام الجاري فقط، ولم تصدر إحصائية رسمية من بعد نيسان حتى الآن غير أن التقديرات تشير إلى وقوع المئات أيضًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist