تعاون دولي لإعادة تأهيل مرافق حيوية في داريا بريف دمشق

أعلن صندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا (SRTF) وصندوق مساعدات سوريا (AFS)، عن إطلاق تعاون استراتيجي لتنسيق وتنفيذ مشروعين متكاملين في مدينة داريا بريف دمشق، ضمن إطار نهج شامل يهدف إلى دعم عملية التعافي وتعزيز استقرار المجتمع المحلي في مرحلة ما بعد النزاع.

وبحسب صندوق إعمار سوريا، فإن هذا التعاون “بهدف تحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية وتعزيز سبل العيش في المدينة التي عانت دمارًا واسعًا خلال سنوات النزاع”، وذلك ضمن مقاربة متعددة القطاعات قائمة على المناطق، تتيح تنفيذ تدخلات متوازية ومنسقة من حيث التوقيت والموقع.

وبموجب هذا التعاون، يباشر الصندوق إعادة تأهيل عدد من مرافق البنية التحتية العامة الأساسية، بما في ذلك “خزان مياه مرتفع وحديقة عامة وعدد من الطرق والمرافق المرتبطة بها”، التي تضررت بشدة خلال الحرب، بالإضافة لإطلاق مبادرة “المال مقابل العمل” لتوفير فرص دخل مؤقتة وتشجيع المشاركة المجتمعية.

وقال صندوق الإعمار إنه من المتوقع أن يستفيد ما يُقدر بنحو 80 ألف شخص من سكان المدينة من هذا المشروع بشكل مباشر، مشيرًا إلى الميزانية الإجمالية المخصصة لهذا المشروع تبلغ نحو 770 ألف يورو، ويغطي قطاعات المياه والصرف الصحي، الطرق، التعافي المبكر، ودعم سبل العيش.

من جانبه، أكد المدير العام لصندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا، هاني خباز، بأن هذا التعاون “سيوفّر نموذجًا فعالًا وقابلًا للتوسيع لتقديم دعم ملموس ومستدام للسكان”.

مشروع ثانٍ للصحة والماء

من جانبه، قال “صندوق مساعدات سوريا” إنه يقوم بتمويل مشروع متكامل لإعادة تأهيل مستشفى “داريا الوطني”، مضيفًا أن المشروع سيشمل ترميم أقسام الطوارئ والجراحة والأشعة والمختبرات والعلاج الطبيعي، إلى جانب تزويده بمعدات طبية حديثة.

ويتضمن المشروع، بحسب صندوق المساعدات، إعادة تأهيل ثلاث محطات للمياه المتضررة، وشبكات المياه والصرف الصحي، وتركيب أنظمة طاقة شمسية لضمان استمرارية وصول مياه الشرب النظيفة لنحو 3 آلاف و840 أسرة.

وأضاف بأنه سيتم ترميم الطرق والأرصفة المحيطة بمدخل المستشفى، لتسهيل وصول المرضى، مشيرًا إلى أن الميزانية الإجمالية لهذا المشروع تبلغ نحو 790 ألف يورو، ويغطي مجالي الصحة والمياه والصرف الصحي.

ويُعد مستشفى “داريا الوطني” مرفقًا صحيًا محوريًا يخدم عددًا من مناطق ريف دمشق الغربي، بما في ذلك بلدات المعضمية وجديدة عرطوز وصحنايا، وقد تعرّض مبنى المستشفى لغارة جوية من قبل طيران النظام البائد بمادة النابالم في عام 2016 ، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير تسبب بخروجه عن الخدمة بشكل كامل.

وأكد الطرفان أن هذا التعاون يمثّل “عملية لتعزيز التنسيق على مستوى التخطيط والتنفيذ”، بما في ذلك الجداول الزمنية، والتواصل المجتمعي، وتكامل التدخلات، بما يسهم في استجابة أكثر فعالية للاحتياجات المتشابكة في المدينة.

وقالت المديرة التنفيذية لصندوق مساعدات سوريا، أندريا كوادن، إن هذا التعاون في داريا “يعكس نموذجًا مهمًا للاستجابة المتكاملة التي تتطلبها المرحلة الانتقالية في سوريا”، مؤكدةً ضرورة العمل جنبًا إلى جنب مع “الشركاء المحليين لإعادة بناء الخدمات وتعزيز الثقة المجتمعية”.

وتأسس صندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا في عام 2013 بمبادرة من مجموعة “أصدقاء الشعب السوري”، ويضم عدة دول مانحة من بينها ألمانيا، الإمارات، والولايات المتحدة، بهدف تمويل مشاريع إعادة الإعمار في سوريا بطريقة شفافة وخاضعة للمساءلة.

أما صندوق مساعدات سوريا، فقد تأسس نهاية عام 2022 تحت اسم “صندوق مساعدات شمالي سوريا”، ويعد صندوقًا إنسانيًا متعدد المانحين، وقد وسع نطاق عمله أواخر عام 2024، ليشمل “دعم جهود التعافي والقدرة على الصمود في مختلف مناطق سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist