رصدت وكالة سوريا الجديدة، اليوم الإثنين، تصريحات رسمية وفيديوهات لوسائل إعلام رسمية ومحلية مختلفة، دخول العديد من قوافل المساعدات إلى مدينة السويداء ومختلف أنحاء المحافظة.
ويأتي ذلك، بعد يوم من إطلاق صفحات ومنصات معظمها غير معروف على وسائل التواصل الاجتماعي حملة تحت هاشتاغ، “السويداء_محاصرة”، وخروج أصوات داعمة لشيخ العقل حكمت الهجري، تزعم أن الأمن الداخلي وقوات العشائر يحاصران السويداء.
وقالت وكالة سانا إنه وصلتْ صباح اليوم قافلةَ مساعداتٍ جديدةً محملة بالمواد الغذائية والإغاثية والطبية إلى معبر بصرى الشام الإنساني بريف درعا الشرقي، في طريقها إلى محافظة السويداء.
وأضافت أن القافلة تتبع للهلال الأحمر العربي السوري وجاءت بجهودٍ مشتركةٍ بين المنظمات الدولية والحكومة السورية والمجتمع المحلي، مؤلفة من27 شاحنةً تحوي 200 طن من الدقيق، و2000 سلة إيواء، و1000 سلة غذائية، ومواد طبية وغذائية متنوعة.
وتأتي القافلة ضمن جهود متواصلة لتعزيز الاستجابة الإغاثية للأسر المتضررة، وتلبية احتياجاتها الأساسية في كلٍّ من درعا والسويداء، بحسب الوكالة.
فيديوهات
وبحسب فيديوهات تم تصويرها اليوم الإثنين، على معبر بصرى الشام الإنساني، تحدث العديد من أبناء السويداء بأنهم غير محاصرين ويستطيعون الخروج والدخول إلى السويداء.
وقال استاذ جامعي يدعى أديب عقيل في فيديو رصدته الإخبارية السورية إنه تحدث أمس مع الهلال الأحمر السوري وأخبروه بأن الطريق مفتوح، وهو حاليا يتجه إلى دوامه في جامعة دمشق.
وأضاف أنه موجود حاليا في بصرى الشام حيث المعبر الإنساني وأن حاجز الأمن الداخلي تعامل معه بكل لباقة.
كما أظهرت فيديوهات أخرى عشرات السيارات الممهورة بختم الهلال الأحمر السوري ومحملة بمواد غذائية وطبية وهي بطريقها إلى مدينة السويداء وأرجاء المحافظة.
وبحسب الإخبارية السورية، فقد تم أيضًا إدخال 40 ألف لتر من مادة الديزل إلى محافظة السويداء لتأمين احتياجات المشافي والأفران ودعم القطاعات الخدمية الحيوية بتنسيق بين وزارة الطاقة ومديرية محروقات السويداء.
محافظ السويداء: الطريق سالك لدخول المنظمات الإغاثية
وفي وقت سابق قال محافظ السويداء مصطفى بكور إن قوافل المساعدات الإغاثية والإنسانية تدخل إلى محافظة السويداء يوميًا وبشكل طبيعي من جهة بصرى الشام في ريف درعا، ولا توجد أي إعاقة في حركة المرور، والطريق سالك لدخول المنظمات الإغاثية إلى المحافظة.
وأضاف في لقاء متلفز أن الورشات الفنية والخدمية تواصل في الوقت ذاته أعمالها على قدم وساق، لإعادة تأهيل بعض المقاطع المتضررة في الطريق، وضمان عودة الحركة الطبيعية إلى كل أرجاء المحافظة، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان سلامة المواطنين وتيسير تنقلهم بشكل آمن.
أحداث دامية
وكانت السويداء شهدت أحداثًا دامية، بدأت منذ 13 تموز الجاري، سقط على إثرها 814 قتيلًا من جميع الأطراف، بمافيهم مدنيين، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وبدأت الأحداث عندما قرر الجيش والأمن التدخل لفض الاشتباك بين عشائر بدو في حي المقوس وميليشيات تابعة لأحد مشايخ عقل السويداء حكمت الهجري، غير أن الأخيرة أوقعت الأمن والجيش في كمين وقتلت العديد من عناصره، لتتسع بعدها الاشتباكات مع ميليشيات الهجري، مطالبة بمؤازة إسرائيلية حيث تدخلت وقصفت مواقع للجيش والأمن.
كمين
رواية الكمين، أكدتها الباحثة الإسرائيلية كارميت فالينسي من معهد دراسات الأمن الإسرائيلي في جامعة تل أبيت.
وقالت في مقال تحليلي إن ميليشيات يقودها شيخ العقل حكمت الهجري، هي من بدأت الاعتداء على الحكومة السورية عندما نصبت كمينًا لقوات الأمن السورية، الذي جاءت لفض الاشتباك بينها وبين عشائر البدو، أسفر عن مقتل قرابة 12 عنصرًا.
بدوره قال قائد مضافة الكرامة في السويداء ليث البلعوس، إن قوات الأمن والجيش السوري أبلغت جميع المشايخ والفعاليات قبل التدخل بأنها قادمة لفك الاشتباك غير أن البعض -في إشارة للهجري وميليشياته- لم تبلغ الشارع، وهو ما أدى لتوسع الاشتباكات.
وبعد خروج الجيش والأمن استغلت ميليشيات الهجري الموقف وقامت بعمليات انتقامية ضد عشائر البدو في المدنية والقرى المتاخمة لها، ما أسفر عن فزعة عشائرية ضخمة من جميع المحافظات السورية، أدت إلى تراجع ميليشيا الهجري وإطلاق نداءات استغاثة لوقف القتال.
اتفاق
وفي 19 تموز الجاري تم التوصل إلى اتفاق بانسحاب العشائر وانتشار قوات الأمن السوري، وفتح معابر وممرات إنسانية لمن يريد الخروج من السويداء من جميع المكونات وفي مقدمتهم البدو، وذلك بعد وساطات دولية وعربية على رأسها أمريكا.
وفي اليوم التالي رفضت ميليشيات الهجري دخول وفد حكومي رسمي مؤلف من وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات، ووزير الصحة مصعب العلي ووزير الكوارث والطوارئ رائد الصالح، رفقة قافلة مساعدات إلى محافظة السويداء، كما نقلت وسائل إعلام رسمية ومحلية.
وما تزال بنود الاتفاق غير واضحة فبينما تقول وزارة الداخلية أن الاتفاق يقضي بانتشار قوات الأمن في أنحاء محافظة السويداء، فإن البيان الذي يصدر عن المشيخة التابعة لحكمت الهجري، تستثني المدينة.
وخرج على إثر الاتفاق حتى الآن، أكثر من 4 آلاف من عشائر البدو إلى مناطق آمنة بريف درعا ودمشق، وفق تقديرات غير رسمية