وصل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى العاصمة الروسية موسكو اليوم الخميس، في أول زيارة رسمية لوفد سوري رفيع المستوى إلى روسيا منذ سقوط نظام الأسد البائد، وكان في استقباله بقصر الضيافة نظيره الروسي، سيرغي لافروف.
وعقد الوزيران جلسة مباحثات موسعة تناولت مستقبل العلاقات الثنائية، وسبل التعاون في ظل التحديات التي تواجه سوريا، إضافة إلى آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. وعقب اللقاء، تم عقد مؤتمر صحفي مشترك سلط الضوء على رؤية البلدين للمرحلة القادمة.
الشيباني: نتطلع لعلاقات سليمة مع روسيا
أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن سوريا تمر بمرحلة مفصلية مليئة بالتحديات والفرص، معربًا عن أمله في وقوف روسيا إلى جانب سوريا في هذه المرحلة الانتقالية.
وأوضح الشيباني، أن بلاده تدخل مرحلة جديدة، حيث تتطلع إلى بناء “علاقات صحيحة وسليمة مع روسيا قائمة على التعاون والاحترام المتبادل”، وأكد أن الجهود منذ 8 كانون الأول انصبت على الحفاظ على الدولة ومؤسساتها وملء الفراغ السياسي، مشددًا على أن “بسط الأمن والاستقرار أولوية قصوى، فالدولة هي الضامن الوحيد لحماية المدنيين وأي سلاح خارج إطار الدولة سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار”.
ولفت الشيباني إلى أن سوريا تأمل في تعاون وتنسيق كامل مع روسيا لدعم مسار العدالة الانتقالية لضمان إعادة الاعتبار للضحايا.
كما تطرق الشيباني إلى المعوقات الخارجية، مشيرًا إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة تعطل مسار إعادة الإعمار، وثمّن في الوقت ذاته الموقف الروسي الذي يرفض هذه الاعتداءات.
لافروف: ندعم وحدة سوريا وسيادتها
بدوره، أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن تمنياته بأن يتجاوز الشعب السوري التحديات التي تواجهه، مؤكدًا دعم موسكو الثابت لسيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وأكد لافروف على دعم بلاده للمرحلة الانتقالية في سوريا، مشيدًا بـ “الخطوات التي اتخذتها سوريا وأعلن عنها الرئيس أحمد الشرع”، والتي اعتبر أنها ستساعد البلاد على تجاوز أزمتها.
ووجه لافروف دعوة رسمية للرئيس السوري لحضور القمة الروسية العربية التي ستستضيفها روسيا في شهر تشرين الأول المقبل.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أعلن لافروف عن اتفاق الطرفين على مراجعة شاملة لجميع الاتفاقيات الموقعة سابقًا مع دمشق، كما جدد موقف موسكو الحازم في رفض أي تدخل خارجي يهدف لزعزعة استقرار سوريا أو استخدامها “ساحة لتصفية الحسابات”، مؤكدًا على أهمية تعزيز الحوار والتعاون لتجاوز التحديات الراهنة.
وتُعتبر هذه الزيارة خطوة على مسار إعادة رسم ملامح العلاقات السورية الروسية بعد سقوط نظام الأسد، حيث يسعى الطرفان إلى بناء شراكة جديدة قائمة على التعاون والاحترام المتبادل.