وفاة شاب في أحد مخافر حلب.. روايات متضاربة والداخلية تحقق

أفادت صفحات إخبارية محلية بوفاة شاب يدعى عبد الرحمن جعجول أثناء احتجازه في مخفر حي الكلاسة بحلب.

ونقلت حسابات شخصية ومحلية على وسائل التواصل الاجتماعي، رواية شبه موحدة، زاعمين نقلها عن الطبيب الشرعي، تفيد بأن الضحية لقي حتفه بسبب التعذيب، حيث تعرض لضربة قوية على الخصيتين ، تسببت له باحتشاء عضلة القلب وجلطة، ما أسفر عن وفاته.

أول رد رسمي على وفاة عبد الرحمن جعجول

وفي أول رد رسمي على القضية، قال قائد الأمن الداخلي في محافظة حلب العقيد محمد عبدالغني إنه بعد ورود تقرير عن وفاة شاب موقوف في مخفر الكلاسة، جرى عرض الجثة على الطبابة الشرعية لتحديد أسباب الوفاة بدقة.

وأضاف، بحسب ما نشرت المعرفات الرسمية لوزارة الداخلية، أنه على الفور، شُكّلت لجنة تحقيق مختصة لمتابعة الحادثة والكشف عن ملابساتها بكل شفافية، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق أي جهة يثبت تقصيرها أو تورطها في الواقعة.

شهادة مدير العلاقات الإعلامية بحلب

وقال معتز خطاب مدير مكتب العلاقات الإعلامية في محافظة حلب، إن الشاب عبد الرحمن جعجول كان ملاحقًا على خلفية قضية سرقة دراجة نارية (موتور) ومبلغ مالي، وتم التحقيق معه في قسم الشرطة.

وذكر أنه بتاريخ 2 آب، انتهى التحقيق، وتم إيداع الضبط في قسم الكلاسة، وهي حالة لا تتيح إعادة التحقيق أو التدخل معه قانونيًا

وأضاف عبر تسجيلات صوتية نشرها على إحدى غرف وسائل التواصل، وحصلت عليها وكالة سوريا الجديدة، أن عبد الرحمن جعجول وكان يتعاطى المخدرات بخاصة مادة ‘اتش بوز’، وعند انقطاعه عنها أثناء التوقيف، بدأ يدخل في حالة نفسية وصحية غير مستقرة.

وتضمنت هذه الحالة النفسية، “أعراضًا مثل رؤية أشياء غير موجودة، وطلب الماء بشكل مستمر، وارتفاع حاد بحرارة جسمه وحالات اختلاج”.

وتابع خطاب: وفق شهادات المساجين، تعرض الموقوف لحالتَي إغماء أثناء وجوده في الحمام (الدوش)، حيث وقع مرتين استنجد بإحداها المساجين بالشرطة لإخراجه، ونظرًا لبنيته الجسدية الكبيرة، واجهوا صعوبة في سحبه، ما تسبب بخدوش وجروح سطحية على جسده.

بعد إحدى هذه الحوادث، والكلام لـ”خطاب” تم استدعاء الإسعاف ونقله إلى المشفى، حيث تلقى إسعافًا أوليًا قبل أن تتم إعادته إلى التوقيف، واستقر وضعه مؤقتًا.

لكن في صباح اليوم التالي تدهورت حالته الصحية مجددا، ما أدى إلى وفاته بسكتة قلبية ربما جاءت نتيجة مضاعفات الانقطاع عن المخدرات.

أما بخصوص ما تم نشره نقلًا عن التقرير الطبي حول ضربة على الخصيتين، أوضح خطاب أن الموقوف ربما تعرض لكدمة نتيجة السقوط، لكن لا يوجد دليل أو شهادة واضحة على تعرضه لضرب متعمد في هذا الموضع.

وختم خطاب كلامه: “أبدا ما منرضى يموت حدا تحت التعذيب، وأنا شخصيًا كنت واحد من الناس اللي انصدموا في البداية، لكن بعد وصولي فورا إلى المكان، حصلت على إحاطة كاملة بالموضوع من كل الأطراف”.

حادثة مشابهة لوفاة جعجول

وتتقاطع حادثة وفاة جعجول مع ما جرى للشاب يوسف اللباد، الذي توفي داخل مفرزة الأمن الداخلي في المسجد الأموي بدمشق قبل نحو أسبوعين.

وبينما ذكرت الروايات الرسمية أن سبب الوفاة يعود إلى ‘حالة نفسية غير مستقرة وإيذاء ذاتي’، تحدثت عائلته عن تعرضه للتعذيب على يد عناصر المفرزة، ما أدى إلى وفاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist