أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع أمس الخميس عن إطلاق “صندوق التنمية السوري”، مؤسسة وطنية تهدف إلى قيادة جهود إعادة إعمار البلاد وبناء ما دمره النظام السابق، جاء هذا الإعلان خلال فعالية أقيمت في قلعة دمشق.
وفي كلمته، أكد الشرع أن الصندوق يمثل أداة رئيسية لإعادة إحياء سوريا، ودعا المواطنين إلى المساهمة فيه، قائلًا: “نجتمع اليوم لنعلن انطلاق صندوق التنمية السوري الذي ندعوكم من خلاله للإنفاق من كريم أموالكم لنبني ما هدمه النظام البائد ونحيي الأرض التي أحرقوها”.
أهداف ومساهمات الصندوق
يقدر خبراء أن كلفة إعادة إعمار سوريا قد تصل إلى 400 مليار دولار، بعد أن كانت الأمم المتحدة قد قدرتها بنحو 250 مليار دولار في عام 2017.
وشدد الرئيس الشرع على أن الصندوق سيعمل بشفافية عالية، مع التأكيد على الإفصاح عن كل الأموال المنفقة في المشاريع الاستراتيجية. وأوضح أن الهدف ليس “الاستجداء”، بل منح السوريين فرصة للمشاركة في إعادة بناء وطنهم.
من جانبه، أكد المدير العام للصندوق، محمد صفوت عبد الحميد رسلان، أن الصندوق يمثل “بوصلة لإعادة الإعمار”، ويسعى إلى توحيد جهود جميع الأطراف، من الدولة إلى المجتمع المدني والقطاع الخاص، بالإضافة إلى السوريين في الداخل والخارج.
وبعد ساعة واحدة من إطلاق الصندوق، بلغت قيمة التبرعات نحو 60 مليون دولار.
دعم من المؤسسات والوزراء
حظي إطلاق الصندوق بتأييد كبير من المؤسسات الحكومية، حيث أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر الحصرية، عبر صفحته على “لينكد إن”، عن استعداد البنك لدعم مهمة الصندوق من خلال تعزيز الاستقرار المالي والنقدي.
كما رحب وزير التنمية الإدارية، محمد حسان السكاف، بالخطوة عبر منصة “إكس”، مشيرًا إلى أن الصندوق هو “جسرًا نعبر به جميعًا نحو مستقبل آمن ومستقر يليق بسوريا وأبنائها”.
وزير العدل مظهر الويس قال في تغريدة على منصة إكس إن انطلاق صندوق التنمية السوري هو لحظةٌ جمعت بين مَرارة الماضي وعبق الأمل، مؤكدًا أن بناء سوريا لن يكون إلا بالتكافل الذي يصنع المعجزات.
يهدف الصندوق، الذي أُنشئ بمرسوم رئاسي، إلى تمويل مشاريع إعادة الإعمار، وتطوير البنية التحتية الأساسية مثل الطرق، الجسور، شبكات المياه والكهرباء، المطارات، والموانئ. كما سيعمل على تمويل مشاريع مختلفة من خلال القروض الحسنة.