كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن عملية عسكرية إسرائيلية بعمق 38 كيلومترًا داخل الأراضي السورية، وُصفت بأنها “الأكبر” بعد سقوط النظام في سوريا
وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي نفذ عملية أطلق عليها اسم “الأخضر – الأبيض”، استغرقت نحو 14 ساعة، بمشاركة مئات من جنود الاحتياط في الفرقة 210، حيث توغلت القوات حتى 38 كيلومترًا داخل العمق السوري، بعد ساعات من إعلان سقوط نظام الأسد.
وسيطر الجيش الإسرائيلي من دون قتال، خلال العملية، على قاعدتين عسكريتين تابعتين لجيش النظام البائد، واستولى على ما يقارب 3.5 أطنان من الأسلحة والذخائر من أصل 7 أطنان تم جمعها خلال الأشهر الماضية، بعد رصد هجمات شنّها السكان على قواعد الجيش السوري التي “هُجرت فجأة”، بما في ذلك في منطقة حرمون.
وشملت المضبوطات، بحسب الصحيفة، صواريخ مضادة للدروع وقذائف هاون، صواريخ قصيرة المدى، إضافة إلى دبابات وشاحنات عسكرية قديمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن العملية شهدت للمرة الأولى منذ حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 دخول وحدات مدفعية إسرائيلية إلى داخل سوريا لتأمين القوات، كما ذكرت أن السيطرة على هذه المواقع تمنح إسرائيل “ميزة استراتيجية” في مراقبة طريق دمشق–بيروت، وكشف مسارات تهريب السلاح إلى “حزب الله” في البقاع اللبناني.
ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي أحكم خلال الأشهر العشرة الماضية سيطرته على شريط حدودي بعمق يصل إلى 10 كيلومترات على طول الجولان، وصولًا إلى منطقة المثلث الحدودي في “حمات غدير” بالجولان المحتل، وأقام 8 مواقع عسكرية هناك.
كما زعمت الصحيفة أن القوات الإسرائيلية تواصلت مع سكان قرى درزية في ريف دمشق، وقدّم بعضهم معلومات عن مواقع أسلحة ومخازن صواريخ تابعة لجيش النظام السابق، في ظل معارك ونزوح شهدتها المنطقة عقب سقوط النظام.
أوضحت يديعوت أحرونوت أن العملية أعادت إلى أذهان قادة الجيش الإسرائيلي آخر توغل بري كبير داخل سوريا قبل أكثر من 52 عامًا، كما أضافت أن سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي، دفع الجيش الإسرائيلي إلى التحرك السريع للسيطرةعلى مناطق حدودية في جبل الشيخ، مؤكدةً أن الجيش يعتبر السيطرة على هذا الجبل “أولوية قصوى” لما يوفره من إشراف على الجولان من الجانبين.
وقد أدانت سوريا في مرات سابقة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لسيادتها، وأكدت تمسكها باتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974، فيما تواصل إسرائيل تنفيذ غارات وتوغلات متكررة داخل الأراضي السورية، أسفرت عن سقوط قتلى مدنيين وتدمير مواقع عسكرية، بحسب ما أشارت الصحيفة.
