أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن زيارته إلى الولايات المتحدة ولقاءه الرئيس الأمركي دونالد ترمب وعددًا من أعضاء الكونغرس، تهدف إلى بناء علاقات شراكة قوية بين دمشق وواشنطن بعد عقود من التوتر، مشيرًا إلى أن المباحثات تناولت رفع العقوبات عن سوريا وحققت نتائج إيجابية.
وأوضح الشرع، في حديث لصحيفة واشنطن بوست، أن “الهدف الأهم من الزيارة هو البدء ببناء علاقة جديدة بين سوريا والولايات المتحدة على أساس المصالح المشتركة، الأمنية والاقتصادية”، لافتًا إلى أن استقرار سوريا سينعكس على استقرار المنطقة بأسرها، وأن تحقيق هذا الاستقرار يرتبط برفع العقوبات وتعزيز التنمية.
وفيما يتعلق بقضية الصحفي الأمريكي أوستن تايس، كشف الرئيس الشرع عن تشكيل لجنة خاصة للمفقودين تُركّز على الأشخاص الذين يحملون الجنسية الأمريكية، مؤكدًا استمرار التنسيق مع السلطات الأمريكية في هذا الملف. كما أشار إلى أنه التقى والدة تايس، واصفًا إياها بأنها “امرأة عظيمة” تشبه والدته التي لم تفقد الأمل بعودته عندما كان مفقودًا لسنوات.
وفي حديثه عن المرحلة الانتقالية في سوريا، أوضح الشرع أن البلاد تمر بمرحلة إعادة بناء الدولة بعد حرب طويلة ونظام ديكتاتوري استمر 60 عامًا، مشيرًا إلى أن “المشكلات لا تزال قائمة، لكن سوريا تسير بخطوات ثابتة نحو استعادة القانون وبناء المؤسسات”.
وحول الحرب ضد تنظيم “داعش”، أكد الشرع أن سوريا خاضت المعركة ضد التنظيم على مدى 10 سنوات دون دعم خارجي، وأنها قادرة اليوم على تحمل مسؤولية أمنها، محذرًا من أن أي تقسيم للبلاد أو وجود قوات خارج سيطرة الدولة يهيئ بيئة مناسبة لعودة الإرهاب.
وفيما يخص “قسد”، رأى الشرع أن الحل الأمثل يتمثل في دمج قواتها ضمن أجهزة الأمن التابعة للدولة، تحت إشراف القوات الأمريكية الموجودة في سوريا، بحيث تكون حماية الأراضي السورية مسؤولية الحكومة المركزية.
أما بشأن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، فشدد الشرع على أن “إسرائيل تنتهك السيادة السورية بدوافع توسعية وليست أمنية”، مؤكدًا أن الجنوب السوري أرض وطنية خالصة، وأن أي اتفاق أمني لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في الثامن من كانون الأول الماضي.
وأضاف أن دمشق منخرطة في مفاوضات متقدمة مع إسرائيل بوساطة أمريكية، مشيرًا إلى أن الرئيس ترمب أبدى دعمه لموقف سوريا، وأن واشنطن وعدت بتسريع الجهود للتوصل إلى اتفاق شامل.
وفي ما يتعلق بالعلاقات مع موسكو، قال الرئيس الشرع إن “العلاقة مع روسيا ما زالت في بدايتها”، موضحًا أن سوريا تسعى للحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع موسكو، خصوصًا في ضوء دورها كعضو دائم في مجلس الأمن. كما أكد أن دمشق تحتفظ بحقها في المطالبة بمحاكمة بشار الأسد على الجرائم التي ارتكبها خلال فترة حكمه.
وختم الرئيس الشرع حديثه بالتأكيد على أن “سوريا اليوم تبدأ فصلًا جديدًا في علاقاتها الدولية، هدفه إعادة الإعمار، واستعادة السيادة، وبناء دولة عادلة تنهي حقبة الحرب والانقسام”.






