وجّه مفتي الجمهورية العربية السورية، الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي، الأربعاء 30 نيسان، دعوة صريحة إلى السوريين كافة لتغليب صوت العقل والتعايش، وعدم الانجرار خلف الفتن أو دعوات الثأر والانتقام، في ظل التطورات الأمنية الأخيرة التي شهدها ريف دمشق.
وفي بيان رسمي، شدّد المفتي الرفاعي على أن “كلّ دم سوري هو دم محرّم، ولا فرق في حرمة الدماء بين طائفة وأخرى”، مؤكداً أن أي فتنة تشتعل لن تفرّق بين طرف وآخر، وأن الخاسر الوحيد سيكون الوطن بكلّ مكوّناته.
وتابع قائلاً: “إذا اشتعلت الفتنة، فنحن خاسرون بكل طوائفنا، ولن يكون هناك رابح واحد. الفتنة تحصد الجميع ولا تستثني أحداً”.
ودعا الشيخ الرفاعي إلى ضرورة أن تأخذ العدالة مجراها في ما يتعلق بالأحداث التي شهدتها منطقة أشرفية صحنايا ومحيطها، معتبراً أن احترام مؤسسات الدولة والاحتكام إلى القانون هو السبيل الوحيد لضمان التعايش السليم، وحفظ دماء الشباب السوريين.
وأضاف: “إطفاء الفتنة فيه حقن لدماء جميع السوريين، وعلينا أن نرفض أي خطاب يدفع نحو الانتقام، فدم السوري على السوري حرام”.
وأكّد الشيخ الرفاعي أن “الحفاظ على وحدة المجتمع السوري تتطلّب نبذ العصبيات، وقطع الطريق على كل من يحاول الاستثمار في الدم السوري لأغراض مشبوهة”، مشدداً على أن السوريين قادرون على تجاوز المحن حين يكونون يداً واحدة تحت سقف الدولة والقانون.
وتأتي تصريحات المفتي في وقت تتابع فيه قوات الأمن العام، بالتنسيق مع وحدات من وزارة الدفاع، عمليات تمشيط وملاحقة لمجموعات خارجة عن القانون في ريف دمشق، بعد سلسلة اعتداءات استهدفت مدنيين ونقاطاً أمنية في أشرفية صحنايا، أدّت إلى سقوط شهداء وجرحى.