بدأ حجاج بيت الله الحرام، صباح اليوم الأربعاء، بالتوافد إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، تقربًا إلى الله تعالى، راجين قبول أعمالهم ومغفرته.
ويُقال إن يوم التروية سمي بذلك لأن الحجاج يروون فيه أنفسهم بالإيمان والتقوى، استعدادًا للوقوف بعرفة، منسك الحج الأعظم، في التاسع من ذي الحجة.
ويبقى الحجاج في منى حتى ما بعد شروق شمس التاسع من ذي الحجة، ليتوجهوا بعدها إلى عرفة. ثم يعودون إلى منى بعد النفرة من عرفة والمبيت بمزدلفة، لقضاء أيام التشريق (10-11-12-13 ذي الحجة)، حيث يرمون الجمرات الثلاث: جمرة العقبة، والجمرة الوسطى، والجمرة الصغرى.
يقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومزدلفة، على بعد 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، ضمن حدود الحرم، وتحيطه الجبال من الشمال والجنوب. ويحدّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مزدلفة وادي محسر، ولا يُسكن إلا خلال موسم الحج.
ويحمل مشعر منى مكانة دينية وتاريخية عظيمة، إذ رمى فيه النبي إبراهيم عليه السلام الجمرات وذبح فداء إسماعيل، وأكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذه السنة في حجة الوداع.
من جهتها، أعلنت السلطات السعودية عن تجنيد أكثر من 250 ألف موظف، وتنسيق بين أكثر من 40 جهة حكومية، لمواجهة موجات الحر المحتملة، وفق ما أفاد وزير الحج توفيق الربيعة.
ومن بين الإجراءات، زيادة المساحات المظللة بـ50 ألف متر مربع وانتشار آلاف من الطواقم الطبية، وتوفير أكثر من 400 وحدة تبريد، كما أقامت السلطات ممرات مُبردة للمشاة، بما فيها مسار اكتمل حديثًا بطول أربعة كيلومترات يؤدي إلى جبل عرفات.
وتستعين السلطات هذا العام بتقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة تدفق الحشود وتحليل البيانات والصور، بما يشمل فيديوهات تلتقطها طائرات مسيرة جديدة بهدف تعزيز الإدارة الميدانية للحشود في مكة.
ووفق الأرقام الرسمية المعلنة حتى الاثنين، تجاوز عدد الحجاج القادمين إلى المملكة من الخارج 1.47 مليون حاج.