تواجه منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي، أزمة حادة في شبكة الصرف الصحي، التي لم تشهد صيانة أو تحديثًا منذ عقود، ما يشكل خطرًا كبيرًا على حياة السكان. وتتفاقم المخاوف من اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب، ما يهدد بكوارث صحية وبيئية خطيرة.
على مدى أكثر من 14 عامًا، عانت الحولة من إهمال متعمد في ظل النظام البائد، حيث حُرم الأهالي من الخدمات الأساسية كجزء من سياسة العقاب الجماعي.
وبعد تحرير المنطقة، بدأت الإدارة المحلية جهودًا تدريجية لمعالجة الأزمات الخدمية، مع التركيز على مشكلة الصرف الصحي كأولوية ملحة.
في تصريح خاص لـ”سوريا الجديدة”، أوضح موفق القاضي، عضو الإدارة المحلية، أن الإدارة تعمل مع محافظة حمص، ومهندسين مختصين، ورؤساء بلديات لإيجاد حلول جذرية.
وأشار القاضي إلى أن المشكلة الرئيسية تكمن في خزانات التفريغ، خاصة المحطة الرابعة التي سُرقت معداتها بالكامل.
وأضاف أن العمل جارٍ حاليًا على تفريغ المحطة الرئيسية من مياه الصرف الصحي كخطوة أولى، فيما ستبدأ المرحلة الثانية بإعادة تفعيل المحطات رغم الإمكانيات المحدودة.
ومن المقرر أن تشمل المرحلة الثالثة إعادة فتح الخط بعد تهيئة المحطات، وتركيب المحركات، وتأمين الكهرباء اللازمة.
وكشف القاضي عن عقبة إضافية تتمثل في إغلاق الخط الرئيسي المؤدي إلى المحطات من قبل إحدى المنظمات التي توقفت عن العمل لأسباب غير معلنة.
من جانبه، عبر المواطن بشير وردة لسوريا الجديدة عن معاناة الأهالي اليومية جراء تسرب مياه الصرف الصحي إلى المنازل، خاصة في الشتاء، بسبب انسداد الشبكة.
وأشار إلى تحمله تكاليف باهظة لتفريغ شبكة منزله عبر صهاريج خاصة في ظل غياب الحلول الرسمية. وطالب وردة الجهات المسؤولة بالإسراع في تنفيذ الحلول لإنهاء هذه الأزمة التي تهدد حياة سكان الحولة.
الجدير بالذكر أن المناطق الريفية في سوريا تعاني من أزمة مستمرة في أنظمة الصرف الصحي، مما يفاقم معاناة الأهالي ويرفع مخاطر انتشار الأمراض، لا سيما داء الليشمانيا المعروف بـ”حبة السنة”.