اكتشاف مقبرة جماعية جديدة شمالي حمص وإحدى الناجيات تروي تفاصيلها

أعلنت قوى الأمن الداخلي في محافظة حمص عن اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في قرية خربة السودا بريف حمص الشمالي، تعود إلى عام 2013، وتضم رفات أحد عشر شخصًا، من القرية بينهم أطفال.

وقال مصطفى أحمد، المسؤول الأمني عن منطقة تلبيسة وما حولها، في تصريح لـ”وكالة سوريا الجديدة”، اليوم الأحد، إن العثور على المقبرة جاء بعد ورود معلومات من الأهالي، حيث تم اكتشاف الجثامين في أرض ملاصقة لأحد منازل القرية.

وأكد أحمد أن المجزرة ارتكبت إبان سيطرة ميليشيات النظام البائد على المنطقة، وأن إحدى الناجيات أخبرتهم بمعلومات تفصيلية عما حدث.

وأضاف أن الناجية أخبرتهم بأن جميع أفراد عائلتها، بمن فيهم زوجها وأطفالها، قُتلوا أمام عينيها بدم بارد، رغم توسلاتها للمسلحين بعدم إيذاء الأطفال، لافتة إلى أن المهاجمين أطلقوا عبارات طائفية صريحة خلال تنفيذهم المجزرة، التي ذهب ضحيتها 11 شخصًا.

وأشار أحمد نقلًا عن الناجية أن مرتكبي المجزرة، دفنوا الضحايا في المنزل على عجل ثم أحرقوه، لطمس معالم الجريمة.مؤكدة أن الجريمة لا تزال تطاردها في ذاكرتها.

وكشف أحمد أنهم إلقوا القبض على أحد المتورطين في المجزرة، حيث أدلى باعترافات تفصيلية، ويجري حاليًا العمل على ملاحقة بقية الجناة وتحويلهم للقضاء لينالوا جزاءهم.

شاهد عيان

بدوره أفاد شاهد عيان، يُدعى حسان الجدعان، أن المجزرة وقعت في 15 أيار 2013، حين اقتحمت مجموعات مسلحة تابعة للنظام السابق قرية خربة السودا، عقب هجوم استهدف حاجزًا في قرية سنيسل المجاورة. 

وقال الجدعان، الذي تمكن من الاختباء لحين انتهاء المجزرة، إن الاقتحام تم تحت غطاء ناري كثيف، تخلله إطلاق شعارات طائفية وقصف صاروخي، قبل أن تُرتكب مجازر مروّعة بحق السكان المدنيين، ويُقتاد عدد كبير من أبناء القرية إلى جهة مجهولة، ما يزال مصيرهم غير معروف حتى اليوم.

وخلال الأشهر الستة الماضية تم اكتشاف عدة مقابر جماعية في مناطق متفرقة من ريف حمص، خاصة في محيط منطقة الحولة، ما يعكس حجم الانتهاكات التي ارتُكبت خلال سنوات الحرب.

وفي 11 حزيران الجاري عثر الأهالي على مقبرة جماعية في قرية “الطليسية” شرقي حماة تحوي بين 12- 15 جثة، بينهم طفلة على الأقل.

ويطالب سوريون الحكومة السورية الجديدة، بعدم التهاون بمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب في عهد النظام السابق، الذين قتلوا مئات آلاف المدنيين والمظلومين، وأن لا يتم العفو عن أي أحد منهم، لأن بقاءهم يضر بالسلم الأهلي ويدفع للثأر والانتقام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر مشاهدة

الأحدث

Add New Playlist