أطلق ناشطون في محافظة حمص حملة “حمص عطشى”، احتجاجًا على استمرار انقطاع المياه عن عدد من أحياء المدينة، دون تدخل الجهات المختصة لمعالجة الوضع المتفاقم، رغم مناشدات الأهالي المتكررة.
وقال الناشط جلال التلاوي: “وردتنا مناشدات كثيرة من سكان أحياء البياضة، ودير بعلبة، وعدة مناطق أخرى في مدينة حمص، يعانون من انقطاع المياه منذ أكثر من أسبوعين”.
وأضاف التلاوي في تصريح خاص لـ”وكالة سوريا الجديدة” أن هذه الأحياء كانت مهمشة كليًا في عهد النظام السابق، وتعرضت لدمار واسع، مما زاد من صعوبة تأمين الخدمات الأساسية، وعلى رأسها المياه.
وتابع: “علينا تدارك هذه الأزمة، خاصة مع تزايد أعداد العائلات العائدة من مخيمات النزوح والتهجير في الشمال السوري”.
تصريح رسمي
وفي المقابل، أرجع المهندس عمر الشمسيني، معاون مدير مؤسسة المياه في حمص، أسباب الأزمة إلى عوامل عدة، أبرزها نقص الموارد وزيادة الطلب، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي هو تراجع الوارد المائي من نبع عين التنور، نتيجة التغيرات المناخية وضعف الهطولات المطرية.
وقال الشمسيني: “كنا نعتمد على ضخ حوالي 130 ألف متر مكعب يوميًا، أما الآن فانخفضت الكمية إلى 80 ألف فقط، مع تراجع منسوب البحيرة إلى 58 سم”.
ولفت إلى أن المؤسسة تعمل على صيانة وتفعيل “آبار دحيريجة” وربطها بشبكة المياه، إضافة إلى إعادة تأهيل الآبار المعطلة داخل أحياء المدينة، موضحًا أنه تم تأهيل 13 بئرًا من أصل 50 خارجة عن الخدمة، بالتعاون مع المحافظة وعدد من المنظمات المحلية.
حي باب دريب وأزمة المياه
ورصد فريق “وكالة سوريا الجديدة” بشكل مباشر المعاناة التي يعيشها أهالي حي باب دريب في تأمين المياه، إذ قال خالد قسوم، من الحي:”نعاني كثيرًا في الحصول على المياه، وحتى عندما يحين دور الضخ، لا تصل المياه إلى منازلنا، ونضطر لشرائها من الصهاريج الجوالة حيث سعر خزان سعة ألف لتر، تبلغ 50 ألف ليرة سورية، ولا نستطيع تحمل هذه الكلفة كل ثلاثة أيام”.
بدوره قال لنا أبو أحمد: “أعتمد يوميًا على جيراني في تأمين المياه، لأنني لا أملك القدرة على شراء الماء، وأحيانًا أضطر لنقلها من أحياء أخرى أو من مياه السبيل القريبة.”
ويأمل أهالي مدينة حمص أن تُسهم حملة “حمص عطشى” في إيصال صوتهم للمسؤولين، وأن تتحرك الجهات المعنية لوضع حدٍ لهذه المعاناة الإنسانية المستمرة في ظل غياب حلول جذرية وسريعة، وتصاعد مستمر في أزمة انقطاع مياه الشرب في المدينة.