تتضارب الروايات الرسمية والشعبية حول وفاة الشاب يوسف اللباد (28 عامًا)، الذي فارق الحياة داخل مفرزة الأمن الداخلي في المسجد الأموي بدمشق، في حادثة أثارت موجة غضب شعبي، وبينما تتحدث عائلة الفقيد عن “التعذيب”، تشير الرواية الرسمية إلى “حالة نفسية غير مستقرة” وإيذاء ذاتي.
رواية العائلة: “توفي تحت التعذيب”
أكدت عائلة يوسف اللباد أن ابنها، الذي عاد إلى سوريا قبل يومين فقط، اعتقل من الجامع الأموي وتوفي تحت التعذيب على أيدي عناصر الأمن العام، مشيرة إلى وجود “آثار للتعذيب في كل مكان بجسمه”.
الرواية الرسمية: إيذاء ذاتي وحالة نفسية غير مستقرة
من جانبه، قدم العميد أسامة محمد خير عاتكة، قائد الأمن الداخلي في محافظة دمشق، توضيحًا للحادثة، وأشار إلى ورود تقارير يوم الثلاثاء الموافق 29 تموز الجاري، عن شاب في حالة نفسية غير مستقرة دخل المسجد الأموي وهو في حالة عدم اتزان ويتفوه بعبارات غير مفهومة، وهو ما وثقته كاميرات المراقبة.
وأضاف العميد عاتكة أن عناصر حماية المسجد تعاملوا مع الحالة وحاولوا تهدئته ومنعه من إيذاء نفسه أو الآخرين. وخلال وجوده في غرفة الحراسة، زعم أنه أقدم على إيذاء نفسه بشكل عنيف عبر ضرب رأسه بأجسام صلبة، ما تسبب له بإصابات بالغة. وأكد أنه تم الاتصال بالإسعاف فوراً، لكن الشاب فارق الحياة رغم محاولات الإسعاف.
وزير الداخلية يتعهد بإجراءات صارمة
قدم وزير الداخلية السوري أنس خطاب تعازيه لذوي الشاب يوسف اللباد، وتعهد بإجراء تحقيقات نزيهة وعاجلة بشأن وفاته. وشدد الوزير على أنه “في حال ثبوت تورط أي من عناصر حرس المسجد الأموي أو عناصر الأمن في المنطقة بوفاة الشاب يوسف اللباد، سيتم اتخاذ أشد الإجراءات القانونية بحقهم دون أي تهاون، عبر الجهات القضائية المختصة”.
نُقدِّم أحرّ التعازي لذوي الشاب يوسف اللباد، ونتعهد بإجراء تحقيقات نزيهة وعاجلة بشأن وفاته. وفي حال ثبوت تورط أي من عناصر حرس المسجد الأموي أو عناصر الأمن في المنطقة بوفاة الشاب يوسف اللباد، سيتم اتخاذ أشد الإجراءات القانونية بحقهم دون أي تهاون، عبر الجهات القضائية المختصة.
— أنس حسان خطاب (@Anas_Khatab_sy) July 30, 2025
وزير العدل يؤكد على محاسبة المتورطين
من جانبه، أعرب وزير العدل السوري مظهر الويس عن تقديره للتفاعل الشعبي حول قضية المواطن يوسف اللباد، وتفهمه للغضب الذي أبداه المواطنون.
وأكد الويس التزام الوزارة “بمحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه القضية دون أي محاباة أو تهاون.” مشيرًا إلى أنه تم توجيه النيابة العامة لأخذ دورها “بكل جدية وشفافية في التحقيق في هذه القضية، ومتابعة الإجراءات القانونية اللازمة لضمان محاسبة المتورطين”.
وشدد الوزير على أنه “لا أحد فوق القانون، ولن يفلت أي متورط من العقاب إذا ثبتت إدانته.” مختتمًا بالتأكيد على العمل الدؤوب “لضمان تحقيق العدالة في هذه القضية وغيرها، ولن نتوانى عن اتخاذ أي إجراء ضروري لضمان حقوق المواطنين وضمان أمنهم وسلامتهم”.
📌نود أن نعرب عن تقديرنا لشعبنا على الغيرة والحرص والتفاعل الحار حول قضية المواطن المغدور يوسف اللباد، وإننا نتفهم الغضب الذي يبديه المواطنون تجاه هذه الحادثة الأليمة، ونؤكد على التزامنا بمحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه القضية دون أي محاباة أو تهاون.
لقد وجهنا النيابة العامة لأخذ…
— د.مظهر الويس (@maabdwalshamee1) July 30, 2025